مباشرة، وهل أحد يأخذ عن الله مباشرة من البشر؟ ما أحد يأخذ إلاَّ بالوحي المنزل، أو الكلام المسموع من وراء حجاب كموسى عليه السلام، أما أن يأخذ عن الله مباشرة، أو يزعمون أنه يجالس الله - تعالى الله عن ذلك -، ويقولون: إن الأنبياء يأخذون من الأولياء. لأن الأولياء يأخذون عن الله مباشرة، والأنبياء يأخذون عن الأولياء، انظر كيف بلغ بهم الخروج عن دين الله عز وجل، كله أصل من البدعة، البدعة تجر إلى شر، لكن قد يكون هذا الشر كثيرًا، وقد يكون قليلاً، فالبدعة لا خير فيها؛ ولذلك حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم، حذر من البدعة غاية التحذير، فهم يقولون: إن الأولياء أفضل من الأنبياء، وإن خاتم الأولياء أفضل من خاتم الأنبياء؛ لأن الأولياء يأخذون عن الله. ويقصدون بالأولياء: الصوفية، يسمونهم أولياء، بلغ بهم الوقاحة والجرأة إلى هذا الحد، والسبب في هذا هو فتح باب البدعة، والخروج عما شرعه الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقولون: إن النبي يأخذ من علم الظاهر، وأما الأولياء فهم يأخذون من علم الباطن، فهم يعلمون شيئًا لا يعلمه النبي؛ لأن الأنبياء إنما يأخذون بالأمور الظاهرة، ويأمرون الناس بالأمور الظاهرة، وأما الأولياء، فهم يعرفون الحقائق والأمور الباطنة، وهم يتبعون الأنبياء في بعض الأمور، فيكونون ممن آمن ببعض الكتاب، وكفر ببعض، كيف تطيع النبي في بعض الأمور، وتخالفه في الأمر الآخر؟! تفترق عنه، وتزعم أنك خير منه، هذا من الإيمان بالبعض، بل هذا أشد من كفر اليهود الذين قال فيهم: ﴿أَفَتُؤۡمِنُونَ بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَٰبِ
الصفحة 5 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد