ورسالته
متضمنة لنبوته، ونبوته متضمنة لولايته، وإذا قدروا مجرد إنباء الله إياه بدون
ولايته لله فهذا تقدير ممتنع؛ فإنه حال إنبائه إياه ممتنع أن يكون إلاَّ وليًّا
لله، ولا تكون مجردة عن ولايته،
****
بالعكس، يقولون: نحن أفضل من
الأنبياء، والأنبياء أفضل من الرسل. فهم جعلوا أنفسهم في الدرجة العليا، وجعلوا
الرسول أسفل شيء: الولي، ثم النبي، ثم الرسول. لكن القاعدة هي: الرسالة أعم
من النبوة، فكل رسول، فهو نبي، وليس كل نبي رسولاً.
فاجتمع له صلى الله عليه وسلم الرسالة، والنبوة، والولاية، اجتمعت له صلى
الله عليه وسلم، فهل يكون صوفي خبيث أفضل من الرسول صلى الله عليه وسلم ؟!
ممتنع أن الله يرسل من ليس وليًّا له، هل يقول هذا عاقل؟! أن الله يرسل من
ليس وليًّا له، الصوفية يلزم على كلامهم هذا أن الله أرسل من ليس وليًّا؛ لأن
أولياء الله هم الصوفية عندهم.
الله عز وجل لا يرسل إلاَّ من هو من أوليائه، ولا يرسل من هو من أعدائه.
ليس هناك نبوة مجردة عن الولاية، الرسالة متضمنة للنبوة، كل رسول نبي، والنبوة متضمنة للولاية، كل نبي فهو ولي، ولا عكس، ليس كل ولي يكون رسولاً أو نبيًّا، حسب الولي أن يكون متبعًا للرسول، حسب الولي فضلاً وشرفًا أن يكون متبعًا للرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يكون وليًّا بدون ذلك، لو كان لا يتبع الرسول، كان عدوًّا وليس وليًّا.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد