×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

بل إما أن ينكروا علمه مطلقًا كقول أرسطو، أو يقولوا إنما يعلم في الأمور المتغيرة كلياتها كما يقوله ابن سينا  وحقيقة هذا القول إنكار علمه بها، فإن كل موجود في الخارج فهو معينٌ جزئيٌّ: الأفلاك كل معين منها جزئيٌّ، وكذلك جميع الأعيان وصفاتها وأفعالها،

****

 التنجيم، التنجيم أصله مأخوذ عن الفلاسفة، فالله أخبر أنه خلق السماوات والأرض بما فيها الأفلاك، فدلَّ على أن السماوات والأرض محدثة، وليست قديمة، وأن الأفلاك محدثة، وليست قديمة؛ كما تقوله الفلاسفة. وإنما توجد الأشياء ضرورة من الطبيعة، من طبيعة الأفلاك، وليس لها رب يحدثها، ويوجدها، ويفنيها، لا يؤمنون بالرب سبحانه وتعالى، ولا يؤمنون بالرسل، وإنما يعتمدون على فلسفاتهم وأفكارهم.

وينفون عن الله علم الغيب؛ أنه لا يعلم الجزئيات التي تحدث في هذا الكون من الحوادث والمخلوقات المتجددة، لا يؤمنون بهذا كله، هذا مذهب الفلاسفة، وغرض الشيخ أن يبين من أين أخذ الصوفية هذا الإلحاد، وأنهم أخذوها من هؤلاء الفلاسفة.

يعلم الكليات، ولا يعلم الجزئيات. كله ضلال، الله يعلم كل شيء سبحانه وتعالى؛ ما كان، وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون. الله يعلم كل شيء.

الكليات إنما هي في الأذهان، الكليات لا وجود لها في الخارج، إنما هي في الأذهان تخيلات، أما الجزئيات، فهي التي توجد في الخارج: المواليد، والنبات، والحوادث، هذه توجد في الخارج، ويشاهدها الناس الكليات إنما هي خيالات في الأذهان، لا في الأعيان.


الشرح