×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

فمن لم يعلم إلاَّ الكليات لم يعلم إلاَّ شيئًا من الموجودات، والكليات إنما توجد كليات في الأذهان لا في الأعيان .

والكلام على هؤلاء مبسوطٌ في موضع آخر في «رد تعارض العقل والنقل» وغيره. فإن كفر هؤلاء أعظم من كفر اليهود والنصارى.

****

لأن الموجودات كلها جزئيات، وأما الكليات، فإنما هي تخيل في الذهن. والكليات لا وجود لها في الخارج، إنما هي خيال في الأذهان، بخلاف الجزئيات؛ فإنها تشاهد، وتوجد.

الشيخ رحمه الله بسط الكلام في هذا في كتبه الأخرى، التي نازل فيها الفلاسفة والملاحدة؛ مثل: كتاب «درء تعارض العقل والنقل»، وهو كتاب جليل، يعتبرونه أقوى كتبه، وأعظمها، كتاب العقل والنقل، يقول ابن القيم رحمه الله:

واقرأ كتاب العقل والنقل الذي **** ما في الوجود له نظير ثان

يعني: ليس له نظير في مؤلفات أهل العلم؛ لأنه فصل فيه، وغاص على أسرار، وبَيَّنها، وكشفها في هذا الكتاب. ما أحد تناول هذه الأمور وبينها مثل ما تناولها في كتاب العقل والنقل.

اليهود والنصارى يؤمنون بأن الله خلق السماوات والأرض، يؤمنون بالرسل عمومًا إيمانًا مجملاً، ويؤمنون باليوم الآخر، أما هؤلاء، فلا يؤمنون بشيء إلاَّ ما يتخيلونه هم. وكذلك من اتبعهم من الصوفية كفره أعظم من كفر اليهود والنصارى.


الشرح