بل
ومشركي العرب، فإن جميع هؤلاء يقولون: إن الله خلق السموات والأرض، وإنه خلق
المخلوقات بمشيئته وقدرته، وأرسطو ونحوه من المتفلسفة واليونان كانوا يعبدون
الكواكب والأصنام، وهم لا يعرفون الملائكة والأنبياء، وليس في كتب أرسطو ذكر شيء
من ذلك، وإنما غالب علوم القوم الأمور الطبيعية، وأما الأمور الإلهية فكلٌّ منهم
فيها قليل الصواب كثير الخطأ، واليهود والنصارى بعد النسخ والتبديل أعلم بالإلهيات
منهم بكثير،
****
لأن مشركي العرب يؤمنون بتوحيد الربوبية، وهذا موجود في القرآن: ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ
خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ﴾ [لقمان: 25]
الفلاسفة لا يقولون هذا، يقولون: السماوات والأرض إنما هي قديمة غير مخلوقة.
مشركو العرب يرون أن الله هو الخالق الرزاق المحيي المميت المدبر، يؤمنون
بتوحيد الربوبية، وإنما خالفوا في توحيد الألوهية، فعبدوا مع الله غيره.
إنما يعرفون أمور الطبيعة، ولا يعرفون أمور الإلهيات، ولا يؤمنون برب.
اليهود والنصارى عندهم علم؛ ولذلك سماهم الله أهل الكتاب، وعندهم علم، وعندهم إيمان في الجملة، لكن هؤلاء لا علم ولا إيمان. أما قبل النسخ والتبديل، فهم كانوا على الدين وعلى الإيمان، اليهود والنصارى قبل النسخ والتبديل كانوا على الإيمان، وأتباع موسى وعيسى عليهم السلام إنما كفروا بعد النسخ والتبديل.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد