×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

مقدمة الشارح

****

الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

هذه الرسالة أو هذا الكتاب القيم من تأليف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مسألة مهمة، الْتبس فيها الحق بالباطل في وقته، ولا يزال هذا الالتباس موجودا، إلاَّ أنه لابد من بيان الحق عند الالتباس، ولا يسع العالم أن يسكت، بل لابد له أن يبين الحق للناس؛ كما قال عز وجل: ﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكۡتُمُونَهُۥ [آل عمران: 187]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡتُمُونَ مَآ أَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَٱلۡهُدَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا بَيَّنَّٰهُ لِلنَّاسِ فِي ٱلۡكِتَٰبِ أُوْلَٰٓئِكَ يَلۡعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلۡعَنُهُمُ ٱللَّٰعِنُونَ ١٥٩ إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصۡلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَٰٓئِكَ أَتُوبُ عَلَيۡهِمۡ وَأَنَا ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ ١٦٠ [البقرة: 159- 160].

فالشيخ رحمه الله قام بهذه المهمة العظيمة إلى جانب مهمات عظيمة قام بها رحمه الله في وقته؛ من نصره الحق، وبيانه، وتوضيحه، والرد على الباطل، وكشفه؛ حتى لا يبقى الأمر ملتبسًا على الناس، فمن ذلك هذه المسألة - مسألة أولياء الرحمن وأولياء الشيطان - لابد أن هناك صنفين من الناس، وهما المؤمنون والكفار، فالمؤمنون هم أولياء الله، أولياء الرحمن، والكفار هم أولياء الشيطان، لكن الخرافيين في وقته - ولا يزالون - لا يفرقون بين أولياء الله وأولياء الشيطان، فيعتبرون الكهَّان والسحرة والمشعوذين أولياء لله؛ لما معهم من الخوارق الشيطانية، فيعتبرونهم من أولياء الله بحكم ما معهم من الخوارق،


الشرح