×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

 ويظنون أنها كرامات، يظنون أن هذه الخوارق التي معهم كرامات؛ يطيرون في الهواء، ويمشون على الماء، ويدخلون النار رأي العين؛ فيظن الناس أنهم أولياء الله، وأن هذه كرامات، في حين أنها خوارق شيطانية، الشياطين هي التي تحملهم وتطير بهم، وتعمل لهم الخوارق التي لم يألفها الناس؛ فيظنون أنهم أولياء لله، وأن هذه الخوارق كرامات، ولا ينظرون إلى أعمالهم.

الخوارق وحدها لا تكفي، حتى ينظر إلى عمل الشخص الذي تجري على يده، فإن كان عمله صالحا، فهي كرامات؛ قال عز وجل: ﴿أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٦٢ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ٦٣ [يونس: 62- 63] فإن كانوا مؤمنين متقين، فهذه الخوارق كرامات من الله عز وجل، وليس بلازم لكل ولي من أولياء الله أن تجري على يده كرامات، لكن قد تجري، وقد تقع، أما إذا كان عمله خبيثًا - كان مضيعًا للصلوات، مرتكبًا للمحرمات -، فإن ما يجري على يده خوارق شيطانية، وليست كرامات من الله سبحانه وتعالى، فهم لَبَّسوا على الناس في هذا الأمر، وجعلوا أولياء الشيطان أولياء لله، بحجة أن معهم خوارق، دون نظر إلى عملهم، وما هم عليه، وهذا لا شك أنه خطير - تضليل -، وبهذه الطريقة انحرف كثير من الناس، فعبدوا الأولياء والصالحين أحياء وأمواتا، بحجة أنهم أولياء لله، وأن لهم خوارق، دون نظر إلى أعمالهم التي كانوا عليها.


الشرح