ويصِحُّ ضَمانُ المَجهُول إذا آلَ إلى العِلْم، والعَوارِي، والمَغصُوب،
والمَقبُوض بسَومٍ وعُهْدَةِ مَبيعٍ، لا ضَمانَ الأَمانَاتِ، بل التَّعدِّي فيها.
*****
«فإنْ بَرِئَت
ذِمَّة المَضمُون عَنه» من الدَّينِ المَضمُون بإِبْرَاءٍ، أو قَضاءٍ، أو
حَوالَةٍ ونَحوِها.
«بَرِئَت ذمَّة
الضَّامنِ» لأنَّه تَبَع له، فإذا بَرِئَ الأَصلُ بَرِئَ التَّبَع.
«لا عَكسُه» فلا يَبْرَأ
المَضمُون عنه ببَرَاءَةِ الضَّامِن؛ لأنَّ الأَصل لا يَبْرَأ ببَرَاءَة التَّبَع.
«ولا تُعتَبَر
مَعرِفَة الضَّامنِ للمَضمُون عنه ولا له» أي: للمَضمُون له؛ لأنَّه
لا يُعتَبَر رِضاهُما، فَكَذَا مَعرِفَتُهما.
«بل رضا الضَّامِنِ» أي: يُعتَبَر رِضا
الضَّامنِ؛ لأنَّ الضَّمانَ تبَرُّعٌ بالتِزَامِ الحقِّ، فاعتُبِرَ له الرِّضا
كالتبَرُّع بالمالِ.
«ويصِحُّ ضَمانُ
المَجهُول إذا آلَ إلى العِلْم» أي: لا يُشتَرَط كَونُ الحقِّ المَضمُون
مَعلُومًا؛ لقَولِه تَعالَى: ﴿وَلِمَن جَآءَ بِهِۦ حِمۡلُ بَعِيرٖ وَأَنَا۠ بِهِۦ زَعِيمٞ﴾ [يوسف: 72] وهو
غَيرُ مَعلُوم؛ لأنَّه يَختَلِف، فدلَّت الآيَةُ عَلَى صِحَّة ضَمانِ ما آلَ إلى
العِلْم.
«والعَوارِي، والمَغصُوب، والمَقبُوض بسَوْمٍ» أي: يصِحُّ ضَمانَ هَذِه الأَشياءِ؛ لأنَّها تَئُول إلى الوُجوبِ. وضَمانِ المَغصُوب هو ضَمانُ استِنقَاذِه وردَِّه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد