×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثالث

كِتَابُ الوَقْفِ

بَابُ الهِبَةِ وَالعَطِيَّةِ

وَهُوَ تَحْبِيسُ الأَصْلِ وَتَسْبِيلُ المَنفَعَةِ، وَيَصِحُّ بِالقَوْلِ وَبِالفِعْلِ الدَّالِ عَلَيهِ؛ كمَنْ جَعَل أَرضَهُ مَسْجدًا وَأَذِنَ لِلنَّاسِ فِي الصَّلاَةِ فِيهِ، أَوْ مَقْبَرةً وَأَذِنَ فِي الدَّفْنِ فِيهَا.

*****

 

  «كِتَابُ الوَقْفِ». هُو لُغةً: مَصدَر «وَقَفَ» بِمعْنى حَبَسَ وَأحبْسَ وسَبَّل ([1]).

«وَهُو تَحبِيسُ الأَصْلِ وَتَسْبِيلُ المَنْفَعَةِ». هذا تَعريفُهُ اصْطِلاحًا ([2])، وَهُو مِن القُرَبِ المَندُوب إِليهَا، وَدليلُهُ السُّنَّةُ والإِجمَاع. قَالَ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عَمَلٍ يُنْتَفَعُ بِهِ مِنْ بَعْدِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ». رَواهُ مُسلِم ([3]).

والمُرادُ بِالأصْلِ فِي قَولِهِ: «تَحْبِيسُ الأَصْلِ». مَا يُمْكِنُ الانْتِفَاعُ بِه مَع بقَاءِ عَينِهِ بَقاءً مُستَمرًا.

وَيُشتَرطُ لِصحَّةِ الوَقفِ خَمسةُ شُروطٍ:

الأوَّلُ: أَن يَكُونَ فِي عَينٍ مَعلُومَةٍ يَصحُّ بَيعُهَا.

الثَّاني: أنْ يَكُون عَلى بِرٍّ؛ كَالمَساجِد وَالقَناطِر والأَقَارِبِ.


الشرح

([1])انظر «القاموس المحيط»: (ص: 1112).

([2])انظر «الدر النقي»: (3/ 550).

([3])أخرجه: مسلم رقم (1631).