كِتَابُ الوَقْفِ
بَابُ الهِبَةِ وَالعَطِيَّةِ
وَهُوَ تَحْبِيسُ الأَصْلِ وَتَسْبِيلُ المَنفَعَةِ، وَيَصِحُّ بِالقَوْلِ
وَبِالفِعْلِ الدَّالِ عَلَيهِ؛ كمَنْ جَعَل أَرضَهُ مَسْجدًا وَأَذِنَ لِلنَّاسِ
فِي الصَّلاَةِ فِيهِ، أَوْ مَقْبَرةً وَأَذِنَ فِي الدَّفْنِ فِيهَا.
*****
«كِتَابُ الوَقْفِ». هُو لُغةً: مَصدَر «وَقَفَ»
بِمعْنى حَبَسَ وَأحبْسَ وسَبَّل ([1]).
«وَهُو تَحبِيسُ
الأَصْلِ وَتَسْبِيلُ المَنْفَعَةِ». هذا تَعريفُهُ اصْطِلاحًا ([2])، وَهُو مِن
القُرَبِ المَندُوب إِليهَا، وَدليلُهُ السُّنَّةُ والإِجمَاع. قَالَ صلى الله
عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ:
صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عَمَلٍ يُنْتَفَعُ بِهِ مِنْ بَعْدِهِ، أَوْ وَلَدٍ
صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ». رَواهُ مُسلِم ([3]).
والمُرادُ بِالأصْلِ
فِي قَولِهِ: «تَحْبِيسُ الأَصْلِ». مَا يُمْكِنُ الانْتِفَاعُ بِه مَع
بقَاءِ عَينِهِ بَقاءً مُستَمرًا.
وَيُشتَرطُ لِصحَّةِ
الوَقفِ خَمسةُ شُروطٍ:
الأوَّلُ: أَن يَكُونَ فِي
عَينٍ مَعلُومَةٍ يَصحُّ بَيعُهَا.
الثَّاني: أنْ يَكُون عَلى بِرٍّ؛ كَالمَساجِد وَالقَناطِر والأَقَارِبِ.
([1])انظر «القاموس المحيط»: (ص: 1112).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد