×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثالث

كِتَابُ الوَصَايَا

*****

 

 «كِتَابُ الوَصَايَا». جَمعُ وصيةٍ. وهيَ لُغةً: مأخوذةٌ مِن «وَصَّيْتُ الشَّيءَ» إِذَا وَصلتُه. سُميِّت بذَلِك؛ لأنَّ المُوصِي وَصل مَا كَان لَه في حَياتهِ بِمَا بَعد مَوتِه ([1]). وتُطلَق علَى الأمْرِ: قَال تعَالى: ﴿وَوَصَّىٰ بِهَآ إِبۡرَٰهِ‍ۧمُ بَنِيهِ وَيَعۡقُوبُ [البقرة: 132]. وقالَ تَعالى: ﴿ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ [الأنعام: 151].

وتَعرِيفُها اصْطلاحًا: هِي الأَمرُ بِالتَّصرُّف بَعد المَوت أوِ التَّبرُّع بِالمَال بَعده ([2]). ودلِيلُ مَشروعِيَّتها الكِتابُ والسُّنةُ والإِجماعُ ([3]). قَال تعَالى: ﴿كُتِبَ عَلَيۡكُمۡ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ إِن تَرَكَ خَيۡرًا ٱلۡوَصِيَّةُ [البقرة: 180].

وقَال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ تَصَدَّقَ عَلَيْكُمْ بِثُلُثِ أَمْوَالِكُمْ عِنْدَ وَفَاتِكُمْ، زِيَادَةً فِي حَسَنَاتِكُمْ» ([4]). وأجمَعَ العُلمَاء عَلى جَوازِها.


الشرح

([1])انظر «لسان العرب»: (15/ 394 - 395).

([2])انظر «منتهى الإرادات»: (3/ 435).

([3])انظر «المغني»: (8/ 389).

([4])أخرجه: ابن ماجه رقم (2709)، وابن ماجه رقم (27482).