كِتَابُ الفَرَائِضِ
*****
«الفَرَائِضُ». هِي المَوارِيثُ مِن
فَرضٍ أو تَعصِيبٍ، وذلكَ أنَّ اللهَ سبحانه وتعالى جَعَل مَال المَيِّت يَنتَقل
إِلى أقَارِبه مِن بَعدِه؛ لِينتَفِعُوا بهِ وَهُم أحقُّ بِه مِن غَيرِهم، قَالَ
تَعَالى: ﴿وَأُوْلُواْ
ٱلۡأَرۡحَامِ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلَىٰ بِبَعۡضٖ فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ﴾ [الأحزاب: 6].
وسُنَّة اللهِ جل
وعلا في هَذه الحَيَاة أنَّ كُلَّ حَيٍّ يَموتُ وَيفنَى، وإذَا كَان هذا المَيتُ
أو هَؤلاءِ الأمْوَات عِندَهم أمْوالٌ فإنَّ الإِسْلام لا يَترُكهَا تَضيعُ أو
يَعبَث بِها بَعد مَوتِ صَاحبِها، وإنَّما تَنتَقل لأقَاربِه لِيصلَ إلَيهِم
النَّفعُ بِذلكَ، ولِيكُون لِلمورِّث الأَجرُ، قَال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّكَ
أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَدَعَهُمْ عَالَةً
يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ» ([1])، فَفي ذَلكَ أجْرٌ
لِلمورِّث وَنفعٌ لِلوارِث.
وإذا سَألتَ وَقُلت: لِماذا قَدَّم الوَصيَّة عَلى المَوارِيث؟ فَنَقول: اللهُ ذَكر الوَصيَّة أوَّلاً، وذَكر الدَّين ثَانيًا، فَقال جل وعلا لمَّا ذَكَر المَوارِيث: ﴿مِنۢ بَعۡدِ وَصِيَّةٖ يُوصِينَ بِهَآ أَوۡ دَيۡنٖۚ﴾ [النساء: 12]. مَع أنَّ الدَّينَ قَبل الوَصيَّة فِي الإِخراجِ مِن التَّركةِ اهْتمامًا بِالوصِيَّة؛ لئَلا يَتساهَل النَّاس فِي إخْراجِها، والوَصيَّة والدَّينُ مُقدَّمان عَلى المِيراثِ، ولِهذا قدَّم المُصنِّف رحمه الله «كِتَاب الوَصَايا» عَلى «كتَابِ المَوارِيث».
([1])أخرجه: البخاري رقم (5659)، ومسلم رقم (1628).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد