وعَلى رَأسِ
الاهْتمَام أنَّ اللهَ جل وعلا هُو الذي تَولَّى بَيانَه بِنفْسهِ وَتولَّى قِسمَة
المَواريثِ بِنفسِه، كَما في أوَّل سُورة النِّساءِ: ﴿يُوصِيكُمُ ٱللَّهُ فِيٓ أَوۡلَٰدِكُمۡۖ لِلذَّكَرِ مِثۡلُ حَظِّ
ٱلۡأُنثَيَيۡنِۚ﴾ [النساء: 11]. إلَى آخِر الآيَاتِ، وفي الخِتَام قَال: ﴿تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِۚ
وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ يُدۡخِلۡهُ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ
ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ١٣ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ
وَرَسُولَهُۥ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُۥ يُدۡخِلۡهُ نَارًا خَٰلِدٗا فِيهَا وَلَهُۥ عَذَابٞ مُّهِينٞ﴾ [النساء: 13- 14]،
سمَّى المَواريثَ حُدودَه سبحانه وتعالى فَتولَّى قِسمَتَها بِنفْسِه، مِمَّا
يَدلُّ عَلى أهمِيَّة هذا العِلم.
ولذَلكَ؛ كَان
العُلماءُ يَهتمُّون بِه، وَيتَدارَسونَه ويُدرِّسونَه لِطلاَّبِهم ولتلاَمِيذهِم،
لِحاجَة المُسلِمين المَاسَّة إِليهِ.
وَصَار العُلمَاء يُفردُونَه بِمؤلَّفاتٍ خَاصَّةٍ يُسمُّونَها: «كُتُب الفَرَائِض»، أَو «كُتُب المَوَارِيث»، نَثْرًا ونَظْمًا وشَرْحًا، والفُقَهَاء يَجعَلُون لَه حَيِّزًا خَاصًّا فِي كُتبِ الفِقهِ يُسمُّونه: «كِتاب المَوارِيث»، كَما فِي هذا الكِتَاب مِن مَتنِ «الزَّاد».
الصفحة 5 / 442
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد