والقَولُ الصَّحيحُ
أنَّه لا تَوارُث مُطلَقًا، لا بِالوَلاءِ وَلا بِغيرِهِ بَينَ المُسلِم
والكَافِر؛: «لاَ يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ وَلاَ الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ».
وَهذا عَامٌّ فِي الوَلاء وَغَيره.
وقَولُه: «وَيَتَوَارَثُ
الحَرْبِيُّ وَالذِّمِّيُّ وَالمُسْتَأمَنُ».
أي: إذَا كَانَتْ
مِلَّتُهم وَاحِدَة كَاليَهودِ أو النَّصَارى ولَو كَانُوا مُختَلفِي الدَّار،
فاليَهودِيُّ يَرثُ اليَهودِيَّ مُطلقًا، والنَّصرَانيُّ يَرثُ النَّصرانيَّ، وَلو
كَان بَعضُ اليُهودِ ذِمِّيِّين، وَبعضُهم مُستَأمَنينَ، وَهُم مَن دَخَلوا
بِلاَدنا بِأَمان، وبَعْضُهم حَربيُّون وَهُم الذينَ لَيسَ بَينَنا وَبَينَهم
أَمانٌ، فَمَا دَاموا أنَّهم كُلُّهم يَهود يَتوارَثُون، وما دَام أنَّهم كُلُّهم
نَصَارى يتَوارَثُون وَلو اخْتلَفَت أَقطَارُهم؛ لأنَّهُم يَجمَعُهم دِينُهم ([1]).
وأهَلُ الذِّمَّة
أصْنافٌ؛ مِنهُم يَهود وَمِنهُم نَصَارى وَمِنهُم مَجُوس، فَإذا كَانوا مِن دِين
وَاحدٍ كاليَهُودِ بَعضُهم مَع بَعضٍ فَإنَّهم يَتوَارَثُون، أو كانُوا نَصارَى
بَعضُهم مَع بَعضٍ فإنَّهم يَتوَارَثون، أو كانُوا مَجُوسًا بَعضُهم مَع بَعضٍ
فَإنَّهم يَتوارَثُون فِيما بَينَهم، أمَّا إذَا اخْتَلفَت أدْيانُهم فَإنَّهم لا
يَتوارَثُون وَإن كَانوا كُلُّهم أَهلَ ذِمَّة.
والصَّحيحُ: أنَّ الكفْر مِللٌ شَتَّى، وَلا تَوارُث بَين أَهلِ مِلَّتينِ كَيهودِيٍّ وَنصرَانيٍّ، أو نَصرَانيٍّ مَع مَجوسيٍّ، أو مَجوسٍيٍّ مع وَثَنيٍّ، أوَ وثَنيٍّ مَع مُلحدٍ، لا يَدينُ بِدِين مِن الأدْيَان، فَلا تَوارُث بَين الكُفَّار إِذا اخْتَلفَت أدْيَانُهم؛ لأنَّهُم مِللٌ شَتَّى.
([1])انظر «المغني»: (9/ 154)، و«الكافي»: (2/ 373).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد