وقد
بيَّن الله فيها أن من اتبع الرسول فإن الله يحبه، ومن ادعى محبة الله ولم يتبع
الرسول صلى الله عليه وسلم فليس من أولياء الله،وإن كان كثير من الناس يظنون في
أنفسهم أو في غيرهم أنهم من أولياء الله ويكونون من أولياء الله، فاليهود والنصارى
يدَّعون أنهم أولياء الله وأحباؤه .
****
محب الله اتباع الرسول صلى الله
عليه وسلم، وأما ثمراتها: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ
تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ﴾، هذه ثمرتها أن
الله يغفر لمن أطاع هذا الرسول صلى الله عليه وسلم فذكر علامتها، وهو الاتباع،
وذكر ثمرتها، وهي أن الله يحبه، ويغفر له ذنوبه، ذكر شيئين من ثمراتها: نيل محبة
الله، والمغفرة.
في هذه الآية واضح.
كثير يدعون أنهم أولياء الله؛ دعوى، ويزعمون ذلك لأنفسهم أو لغيرهم ممن
يقولون: هؤلاء أولياء الله، لكن عند التطبيق لأعمالهم تجدون أنهم لا يتبعون الرسول
صلى الله عليه وسلم ولا يطيعونه، وإنما يتبعون غيره، ويطيعون غيره من قادتهم،
وأئمتهم، ودعاتهم، فهؤلاء كذبة في دعواهم محبَّة الله عز وجل، وكذبة في دعواهم
أنهم أولياء الله، خذ هذه الآية دائمًا معك: ﴿قُلۡ إِن
كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ
لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [آل عمران: 31]،
هذه هي المقياس: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ
ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ﴾.
﴿وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ وَٱلنَّصَٰرَىٰ نَحۡنُ أَبۡنَٰٓؤُاْ ٱللَّهِ وَأَحِبَّٰٓؤُهُۥۚ﴾ [المائدة: 18] ﴿أَبۡنَٰٓؤُاْ﴾ أي: أننا مفتقرون إليه، وفقراء إليه، ليس معناه البنوة النسبية،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد