وَمَا
اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ،
وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ،
وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ
فِيمَنْ عِنْدَهُ،
****
فكما أنه سلك طريق التعلم رغبة في العلم النافع؛ لينتفع وينفع، فإن الله يسهل
له بذلك طريقًا إلى الجنة، فهذا فيه: الحث على السعي في طلب العلم، وعدم التكاسل،
عدم الميل إلى الراحة، طلب العلم لا شك أن فيه تعبًا، وفيه مشقة، لكنه من الجهاد
في سبيل الله، فيصبر الإنسان، ولا ينال العلم بالراحة، إنما ينال بالتعب: طلب، سهر
الليالي، والبحث، والتنقيب، وسؤال أهل العلم، وحضور مجالس العلم، وإن بعدت عنه،
فهذا من سلوك الطريق لطلب العلم.
هذا فيه: فضل طلب العلم في المساجد، في بيوت الله عز وجل، هذا أفضل مكان لطلب العلم؛ لأنه تحصل فيه هذه الفوائد: نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وأعظم من ذلك أن الله يذكرهم فيمن عنده، في الملأ الأعلى، فهذا فيه فضل طلب العلم في المساجد، التي هي بيوت الله، وإحياء المساجد بذلك؛ لينتفع من يرتاد المساجد، ولما في ذلك من عمارة المساجد بيوت الله عز وجل، فأفضل مكان يطلب فيه العلم المساجد، ولا مانع من طلب العلم في المدارس، في المعاهد، في الكليات، أما طلب العلم في الأسرار والكهوف، والاستراحات، وغير ذلك من الأمكنة الخفية والمجهولة، فهذا لا يجوز؛ لأنه قد يشوبه شيء من الأفكار - خصوصًا في هذا الزمان -، يشوبه شيء من الأفكار المنحرفة، ويقصده دعاة الضلال،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد