×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ» ([1]). رواه مسلم في صحيحه .

****

 فيجب الحذر من هذه الأمور، أو من هذه الأمكنة المشبوهة، فالذي يريد طلب العلم لا يذهب إليها، وإنما يذهب إلى دور العلم: المساجد، المدارس، المعاهد، الكليات، هذه دور العلم، هذه هي محل طلب العلم، وأمور الدين ليس فيها خفاء وتخفي، لا يتخفى في هذه الأمكنة إلاَّ إنسان عنده أفكار سيئة، لا يريد أن يطلع عليها، أما العلم الشرعي، فليس فيه شيء يخفى عن الناس، ولهذا روي عن عمر بن عبد العزيز أنه قال: «إذا رأيت قومًا يتناجون في دينهم دون العامة، فاعلم أنهم في تأسيس الضلالة»؛ لأن أمور الدين واضحة -ولله الحمد -، وليس فيها تخفي أو أسرار، بل هي تعلن للناس؛ ليستفيد منها الناس، وتزول الشبهة عن الإنسان، ولا يتهم، فهذا أمر يجب التنبه له، خصوصًا في هذا الزمان.

فالمدار على العمل الصالح، وأما النسب، فإنه لا يقدم الإنسان عند الله سبحانه وتعالى، قال عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ شُعُوبٗا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ [الحجرات: 13]، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ وَلاَ لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلاَ لأَِحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلاَ أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إلاَّ بِالتَّقْوَى» ([2]).


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2699).

([2])  أخرجه: أحمد رقم (23489).