وقال
صلى الله عليه وسلم: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي
الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ» ([1]) قال الترمذي: حديث
صحيح .
****
النسب لا يقدمك عند الله سبحانه وتعالى، ولو كنت من أشرف الناس نسبًا، شرف
النسب لم ينفع أبا لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنزل الله فيه سورة تتلى إلى
يوم القيامة: ﴿تَبَّتۡ يَدَآ
أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ﴾ [المسد: 1]، ما نفعه نسبه، وهو من أشراف بني هاشم، وعم
الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا ضر بلالاً، ولا سلمان، ولا صهيبًا، ولا خبابًا،
وغيرهم من الموالي، ولا عمَّار بن ياسر، ما ضرَّهم أنهم موالٍ، صاروا من سادات
الأولياء، من سادات الصحابة رضي الله عنهم فهذا معنى قول الرسول صلى الله عليه
وسلم: «مَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ»؛
يعني: تأخر به عمله، «لَمْ يُسْرِعْ بِهِ
نَسَبُهُ»، لم يقدمه نسبه، وإن كان نسبه مشهورًا، هذا لا ينفعه عند الله
سبحانه وتعالى، الله عز وجل قال: ﴿فَإِذَا
نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَلَآ أَنسَابَ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَئِذٖ وَلَا يَتَسَآءَلُونَ
١٠١فَمَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ١٠٢وَمَنۡ
خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فِي جَهَنَّمَ
خَٰلِدُونَ ١٠٣﴾ [المؤمنون: 101- 103] سواء كان لهم نسب، أو ما لهم نسب،
فلا ينفع عند الله إلاَّ العمل، يوم القيامة لا ينفع إلاَّ العمل.
وهذا الحديث فيه أن الجزاء من جنس العمل، الراحمون الذين يرحمون الناس، ويلطفون بهم، ويرفقون بهم، ويطعمون الجائع، ويكسون العاري، ويتصدقون على المحتاجين، فإن الله يرحمهم جزاء؛ كما رحموا عباده، فإن الله يرحمهم، «ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَْرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ» وهو الله سبحانه وتعالى، هذا فيه إثبات العلو لله عز وجل، وأنه في السماء.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4941)، والترمذي رقم (1924)، وأحمد رقم (6494).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد