وَمَنْ
سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ،وَاللهُ فِي عَوْنِ
الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ،وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا
يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ.
****
من رأى على مسلم خطأ أو زلة؛ لأن
الإنسان ليس بمعصوم، يحصل منه أخطاء، ويحصل منه بعض المعاصي، فمن اطلع على ذلك،
فإنه يستر عليه، ولا ينشر خطأه للناس، مع مناصحته، هذا يستر الله عليه في الدنيا
والآخرة؛ الجزاء من جنس العمل، فالإنسان له أخطاء، فإذا ستر على أخيه أخطاءه، ستر
الله عليه أخطاءه، وأما من فضح أخاه، وشهر به، ونشر أخطاءه، فإن الله يفضحه، وينشر
أخطاءه في الناس، وفي الحديث: «يَا
مَعْشَرَ مَنْ قَدْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ، وَلَمْ يُفْضِ الإِيمَانُ إِلَى
قَلْبِهِ، لاَ تُؤْذُوا المُسْلِمِينَ وَلاَ تُعَيِّرُوهُمْ وَلاَ تَتَّبِعُوا
عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ المُسْلِمِ تَتَبَّعَ
اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي
جَوْفِ رَحْلِهِ» ([1])، فالستر مطلوب في
هذا على أصحاب الأخطاء مع مناصحتهم.
كذلك الله في عون العبد، ما كان العبد في عون أخيه، فالمؤمن يعين أخاه
المؤمن في دينه ودنياه، يعينه على مصالحه، فمن أعان أخاه، أعانه الله، الله عز وجل
قال: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ
وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ﴾ [المائدة: 2]، فمن
أعان أخاه، أعانه الله؛ الجزاء من جنس العمل.
هذا في الحث على طلب العلم، «وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ»؛ الجزاء من جنس العمل،
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2032).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد