×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

فعباد الله هم المقربون المذكورون في تلك السورة  وهذا لأن الجزاء من جنس العمل في الخير والشر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ،وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ،

****

 إن شاء الله غفر له، وإن شاء عذبه بذنوبه، ثم يدخله الجنة، قد يخرج من النار بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم أو بشفاعة غيره، هؤلاء هم طبقات أولياء الله المؤمنين.

سورة الواقعة في أولها وآخرها، وسورة الإنسان: ﴿هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ حِينٞ مِّنَ ٱلدَّهۡرِ [الإنسان: 1]، وفي سورة فاطر: ﴿ثُمَّ أَوۡرَثۡنَا ٱلۡكِتَٰبَ ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَيۡنَا مِنۡ عِبَادِنَاۖ [فاطر: 32]، ذكر أنهم ثلاث طبقات.

هذا شاهد على: أن الجزاء من جنس العمل، «مَنْ نَفَّسَ» يعني: وسع، «عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً»؛ يعني: ضائقة، وجد أخاه في ضائقة من دَين أو غيره، أو جوع أو غير ذلك، نفس عنه هذه الكربة، أو كان معرضًا لعقوبة أو جزاء، فشفع له، وخلَّصه، والحاصل أنه نفَّس عن مؤمن كربة، هذا جزاؤه من جنس عمله، أنه يوم القيامة ينفس الله عنه من كرب يوم القيامة، «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ».

والدائن الذي له دين على معسر، إذا يسر عليه التسديد، ولم يضيق عليه، فإن الله ييسر له في الدنيا والآخرة؛ جزاء على عمله، فالجزاء من جنس العمل.


الشرح