×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

وقال تعالى: ﴿۞أَجَعَلۡتُمۡ سِقَايَةَ ٱلۡحَآجِّ وَعِمَارَةَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ كَمَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَجَٰهَدَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ لَا يَسۡتَوُۥنَ عِندَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ١٩ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ أَعۡظَمُ دَرَجَةً عِندَ ٱللَّهِۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ٢٠يُبَشِّرُهُمۡ رَبُّهُم بِرَحۡمَةٖ مِّنۡهُ وَرِضۡوَٰنٖ وَجَنَّٰتٖ لَّهُمۡ فِيهَا نَعِيمٞ مُّقِيمٌ ٢١ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمٞ ٢٢ [التوبة: 19- 22]،

****

الأعمال تتفاضل: أيضًا سقاية الحاج، وعمارة المسجد الحرام، هذه أعمال صالحة، لكن الجهاد في سبيل الله أفضل من هذا؛ لأن هناك من يفتخر بعمارة المسجد الحرام، وسقاية الحاج، وخدمة الحجاج، وظن أن هذا يكفي، الله عز وجل بيَّن أن هناك ما هو أعلى منه، وهو الجهاد في سبيل الله عز وجل.

«وسقاية الحاج»: توفير الماء لهم من زمزم، السقاية كانت لبعض بطون بني هاشم، وبعضهم يتولي الرِّفادة، وهي إطعام الحجاج، وبعضهم يتولى السَّدَانة «سدانة الكعبة»، فكانت أعمال الحج موزعة على قريش: منهم من يتولى سدانة الكعبة؛ فتحها وإغلاقها المحافظة عليها، ومنهم من يتولى سقاية الحجاج؛ توفير الماء للحجاج في المشاعر، ومنهم من يتولى الرفادة، وهي إطعام المحتاجين من الحجاج.

هذه أعمال جليلة، لكن الجهاد في سبيل الله أفضل منها، فدلَّ على أن الأعمال الصالحة تتفاضل؛ فالذي يجاهد في سبيل الله أفضل من المعتكف في المسجد الحرام. سبحان الله! مع أن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، لكن الجهاد في سبيل الله أفضل.


الشرح