وقال
تعالى: ﴿أَمَّنۡ هُوَ قَٰنِتٌ
ءَانَآءَ ٱلَّيۡلِ سَاجِدٗا وَقَآئِمٗا يَحۡذَرُ ٱلۡأٓخِرَةَ وَيَرۡجُواْ
رَحۡمَةَ رَبِّهِۦۗ قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لَا
يَعۡلَمُونَۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ﴾ [الزمر: 9]، وقال
تعالى: ﴿يَرۡفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ دَرَجَٰتٖۚ وَٱللَّهُ بِمَا
تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ﴾ [المجادلة: 11]،
****
﴿يُبَشِّرُهُمۡ رَبُّهُم
بِرَحۡمَةٖ مِّنۡهُ وَرِضۡوَٰنٖ وَجَنَّٰتٖ لَّهُمۡ فِيهَا نَعِيمٞ مُّقِيمٌ﴾ [التوبة: 21]، هذا
دليل على أن الجهاد أفضل من عمارة المسجد الحرام وسقاية الحجاج، وإن كانت هذه
أعمال صالحة وجليلة مع الإخلاص لله عز وجل، لكن الجهاد في سبيل الله أفضل منها
بكثير.
﴿خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًاۚ
إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمٞ﴾ [التوبة: 22]، هذا
للمجاهدين.
﴿أَمَّنۡ هُوَ قَٰنِتٌ﴾، القنوت هنا معناه:
طول قيام الليل، ﴿قَٰنِتٌ ءَانَآءَ
ٱلَّيۡلِ سَاجِدٗا وَقَآئِمٗا يَحۡذَرُ ٱلۡأٓخِرَةَ وَيَرۡجُواْ رَحۡمَةَ رَبِّهِۦۗ﴾، هل يستوي هو
والمؤمن النائم؟ لا يستوي، ﴿أَمَّنۡ
هُوَ قَٰنِتٌ ءَانَآءَ ٱلَّيۡلِ﴾؛ يعني: ساعات الليل، ﴿سَاجِدٗا
وَقَآئِمٗا يَحۡذَرُ ٱلۡأٓخِرَةَ وَيَرۡجُواْ رَحۡمَةَ رَبِّهِۦۗ﴾، ثم قال: ﴿قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلَّذِينَ
يَعۡلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَۗ﴾، هذا دليل على أن
العلماء أفضل من العوام من المؤمنين.
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا قِيلَ لَكُمۡ تَفَسَّحُواْ فِي ٱلۡمَجَٰلِسِ فَٱفۡسَحُواْ يَفۡسَحِ ٱللَّهُ لَكُمۡۖ﴾ [المجادلة: 11]؛ يعني: مجالس الذكر، حلق الذكر؛ لأنه قد يأتي من يريد الاستماع، ولا يجد مكانا، الله أمرهم أن يفسحوا له مكانًا، ويمكِّنوه من حضور العلم: ﴿إِذَا قِيلَ لَكُمۡ تَفَسَّحُواْ فِي ٱلۡمَجَٰلِسِ﴾؛ أي: مجالس طلب العلم، ﴿فَٱفۡسَحُواْ﴾ لمن جاء متأخرًا:
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد