فإنه قد علم أن
الكفار والمنافقين - من المشركين وأهل الكتاب - لهم مكاشفات وتصرفات شيطانية، كالكهان
والسحرة وعباد المشركين وأهل الكتاب،
****
لا تدل على ولاية الله، فكيف إذا جرت على يد من ليس عنده عقل، هذا أولى
ألاَّ يوصف بأنه ولي لله. تصرف تصرفًا غريبًا، فيظن أن هذه كرامة، ومن كان عنده
كرامة، فهو وليٌّ نقول: لا، هذه لا تعدو أن تكون من خوارق الشياطين، يجرونها على
أيدي هؤلاء، ولو جرت على يد عاقل، ما يعد من أولياء الله، ما دام أنه ليس من
المؤمنين المتقين، فكيف إذا جرت على يد غير مكلَّف؟!
وكل هذا بسبب الشياطين؛ لأجل أن تلبِّس به على الناس.
شيطانية ليست صادرة عنهم، وإنما هي من الشياطين التي تلابسهم، أو تخالطهم.
فهم تجري على أيديهم، وهم كفار ومشركون، تجري على أيديهم أشياء غريبة، وهي من الشياطين، وليست منهم، إنما هي من الشياطين الذين لابسوهم، وخالطوهم؛ ليضلوا بهم الناس، فليسوا أولياء لله عز وجل. مجرد وجود الخارق لا يدل على أن هذا الشخص ولي لله، حتى ينظر في عمله، فإن كان من المؤمنين المتقين، فهو ولي لله، وهذه كرامة أجراها الله على يده، وإن كان فاجرًا كافرًا، مشركًا، فهذه خوارق شيطانية، ولذلك المشركون عندهم الكهان، وعندهم المنجمون، وعندهم من هذه الأنواع، مع أنهم مشركون.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد