×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

فلا يجوز لأحد أن يستدل بمجرد ذلك على كون الشخص وليًّا لله، وإن لم يعلم منه ما يناقض ولاية الله، فكيف إذا علم منه ما يناقض ولاية الله؟!.

مثل أن يعلم أنه لا يعتقد وجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم باطنًا وظاهرًا؛ بل يعتقد أنه يتبع الشرع الظاهر دون الحقيقة الباطنة.

****

 لا تتخذ هذه الخوارق دليلاً على الولاية لله، ما دام أنه غير تقي وغير مؤمن، إنما هو مشرك، أو كافر، أو منافق، فهذه خوارق شيطانية.

هؤلاء الذين يدَّعون أنهم من أولياء الله يظهر عليهم من الكفر والفجور الشيء الكثير، وتضييع الفرائض، وفعل الفواحش، لكن يقول لهم الشيطان، ويقولون: هؤلاء ليس عليهم تكليف، هؤلاء وصلوا إلى الله، ورفعت عنهم التكاليف، فهم أولياء لله. الشيطان يلبس عليهم، يزين لهم الحجج. فنقول: هؤلاء أولياء الشيطان، وليسوا أولياء للرحمن. وهذه خوارق شيطانية تلبس بها الشياطين على الناس؛ فلا يغتر بها، ولا تدل على ولاية الله، وهم يعملون الشرك، ويعملون الفواحش، ويستبيحون، ويقولون: هؤلاء ليسوا مكلفين، ليس عليهم حلال ولا حرام، كل شيء مباح لهم؛ لأنهم وصلوا إلى الله، والتكاليف إنما هي على العوام، أما هؤلاء، فخاصَّة الخاصَّة، ترفع عنهم التكاليف، ولا يحرَّم عليهم شيء!! الحقيقة، فهي للخواص، فعندهم شريعة وحقيقة، هذه تقسيمات أهل الباطل، لا فرق بين الشريعة والحقيقة عند أهل الحق، وهم يفرقون بينهما، فيقولون: الشريعة للعوام، وأما الحقيقة فهي للخواص.


الشرح