ويجوز
أن يشتبه عليه بعض أمور الدين، حتى يحسب بعض الأمور مما أمر الله به ومما نهى الله
عنه،
ويجوز
أن يظن في بعض الخوارق أنها من كرامات أولياء الله تعالى، وتكون من الشيطان لبسها
عليه؛ لنقص درجته، ولا يعرف أنها من الشيطان،
****
قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿وَقُل
رَّبِّ زِدۡنِي عِلۡمٗا﴾ [طه: 114]، فالولي لا يعتقد في حقه العصمة، غير
الأنبياء عليهم السلام؛ لأن الله عصمهم، فهم يخطئون ويصيبون، ولكنهم يرجعون إلى
الحق، ويقبلون النصح، ويشاورون العلماء؛ كما عان عمر بن الخطاب عنه - كما يأتي -
إذا عرض الأمر، يستشير الصحابة المهاجرين والأنصار، وهو من خواص الأولياء.
يجوز أن يشتبه عليه بعض الأمور الدينية، فيظن أن هذا سنة، وليس بسنة، هذا
صحيح وليس بصحيح؛ لأنه بشر يخطئ ويصيب، ليس معناه أنه إذا صار وليًّا أنه خرج عن
البشرية، بل هو بشر يخطئ ويصيب.
والولي الصادق لا يعتقد أن كل أمر خارق فهو كرامة، بل إنه يخاف أن تكون من
الشيطان، فلا يغتر بما يظهر على يديه أنه كرامة، لا يجزم بهذا، قد يكون هذا
تغريرًا من الشيطان؛ ليلبِّس عليه، فهذا من صفات الأولياء أنهم لا يغترون
بالكرامات ولا يترفعون بها، وإنما يخفونها، ولا يعتمدون عليها.
كما سبق لكم أن الخارق للعادة إذا جرى على يد مؤمن تقي، فإنه كرامة، وإذا جرى على يد فاجر شقي، أنه خارق شيطاني، وليس كرامة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد