×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

وطلب الدعاء والاستغفار منه، لذهبوا إلى قبره صلى الله عليه وسلم، ولما عدلوا إلى العباس، لماذا عدلوا عن الرسول إلى العباس؟ لأن الرسول ميت، والعباس حي، فالميت لا يطلب منه شيء، أما الحي فيطلب منه ما يقدر عليه، وهو الدعاء والاستغفار لغيره، فالصحابة ما ذهبوا لقبر الرسول بعد موته، إنما يذهبون عند قبر الرسول يسلمون عليه فقط، إذا جاؤوا من سفر يأتون قبر الرسول، ويسلمون عليه وعلى صاحبيه؛ كما يسلمون على الأموات في المقابر، زيارة القبور للسلام عليها مشروعة، أما طلب الحوائج منهم، فهذا لا يجوز، وهو شرك بالله عز وجل، أيضًا لفظ الآية يدل على أن الذهاب إلى قبره للاستغفار لا يجوز، لماذا؟ لأنه قال: ﴿إِذ ظَّلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ و﴿إِذ ظرف لما مضى من الزمان، ولم يقل: إذا ظلموا أنفسهم؛ لأن «إذا»ظرف لما يستقبل من الزمان، ففرق بين إذ وإذا، ولفظ الآية: ﴿إِذ ظَّلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ؛ يعني فيما مضى، لا في المستقبل بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم قال عز وجل في ختام الآيات مقسمًا بنفسه سبحانه وتعالى: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ [النساء: 65] هم يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك، وما أنزل من قبل، ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ، هذا رد عليهم: ﴿لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ [النساء: 65] ﴿فِيمَا هذا عام في جميع الشجارات والاختلافات، كلها ترد إلى الله وإلى الرسول: ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ [النساء: 59]، ما نتحاكم إلى الشريعة في الأحوال الشخصية فقط؛ كما في كثير أو في كل البلاد الإسلامية، إلاَّ ما شاء الله، ما يحكمون الشريعة إلاَّ في


الشرح