×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

 عليهم التوبة والاستغفار، ﴿وَلَوۡ أَنَّهُمۡ إِذ ظَّلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ في مقالتهم السابقة، يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت، وأيضًا اعتذارهم الكاذب، لو أنهم مع هذه الجرائم الشنيعة، رجعوا إلى الله سبحانه وتعالى، فاستغفروه، وطلبوا منك أن تستغفر لهم، ﴿لَوَجَدُواْ ٱللَّهَ تَوَّابٗا رَّحِيمٗا [النساء: 64]؛ فالله يتوب على من تاب، ولو كان جرمه شنيعًا وكبيرًا، فإن الله يغفر الذنوب، ويقبل التوبة ممن تاب إلى الله؛ فلا يقنط المجرم من رحمة الله، ويترك التوبة والاستغفار ﴿جَآءُوكَ [النساء: 64] أيها الرسول، ﴿فَٱسۡتَغۡفَرُواْ ٱللَّهَ [النساء: 64]، هم استغفروا الله، طلبوا منه المغفرة، وطلبوا منك أن تستغفر لهم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم مجاب الدعوة، واستغفاره عند الله مقبول، كثير التوبة، ﴿رَّحِيمٗا [النساء: 64] لا يعاجل بالعقوبة، فهذا فيه أن من وقع في ذنب - ولو كان عظيمًا - يتوب إلى الله عز وجل، والله يقبل التوبة عن عباده، وأنه في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم يطلب منه أن يستغفر له، أما بعد موته، فلا يطلب الاستغفار من الرسول، بعض الجهَّال أو أهل الضلال يحتجون بهذه الآية على أنهم يأتون عند قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، ويطلبون منه الاستغفار محتجين بهذه الآية، مع أن الآية إنما تعني في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، لا بعد موته؛ لأن الرسول بعد موته لا يطلب منه شيء، لا الاستغفار ولا غيره، الصحابة رضي الله عنهم لما أجدبوا، ما طلبوا منه أن يدعو لهم، ويستغفر لهم، بل طلبوا من عمه العباس رضي الله عنه أن يدعو لهم في الاستسقاء، وهم أعلم الأمة بتفسير القرآن، فلو كانوا فهموا من الآية المجيء إلى قبر الرسول، 


الشرح