×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

 كاذب؟! ﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُ ٱللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمۡ فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ وَعِظۡهُمۡ وَقُل لَّهُمۡ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ قَوۡلَۢا بَلِيغٗا، وإن حلفوا بالله: إنهم ما أرادوا إلاَّ خيرًا، ﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُ ٱللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمۡ [النساء: 63]، لا تقبل منهم عذرًا: ﴿فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ وَعِظۡهُمۡ [النساء: 63]، وليس الأمر أن تعرض عنهم وتتركهم، بل لا بُد من الإنكار عليهم والموعظة، لا بُد من بيان أنهم على ضلال، وأنهم قد انحرفوا عن الحق، أعرض عنهم، لا تقبل عذرهم، وعظهم فيما فعلوا؛ لعلهم يرجعون أو يتوبون، فدلَّ على أن من ارتكب خطأ ظاهرًا لا يترك، بل تجب موعظته ونصيحته؛ لعله أن يرجع أو تقوم الحجة عليه، تبرأ الذمة بعدم مناصحته، ﴿وَقُل لَّهُمۡ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ [النساء: 63] بينك وبينهم، ﴿قَوۡلَۢا بَلِيغٗا زاجرًا وليس بقول سهل، أو أسلوب فيه لين، لا بل قولاً بليغًا زاجرًا يؤثر على السامع؛ لأنهم ارتكبوا أمرًا فظيعًا، فلا بُد من التغليظ عليهم في القول، ولكن هذا يكون سرًّا بينك وبينهم، ﴿وَقُل لَّهُمۡ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ قَوۡلَۢا بَلِيغٗا [النساء: 63]، ثم قال: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ [النساء: 64] ففعلهم هذا معصية للرسول صلى الله عليه وسلم، مع أن الواجب أن يطاع الرسول صلى الله عليه وسلم: ﴿إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ؛ أي: بشرعه، بإذن الله الشرعي، وإذن الله القدري، ﴿إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ ِ؛ لأن الرسول لا يأتي إلاَّ بشرع الله سبحانه وتعالى فهذا فيه أن الرسول إنما يأمر بما أمر الله به، ولا يحكم إلاَّ بما حكم الله به، ﴿إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ، ثم قال: ﴿وَلَوۡ أَنَّهُمۡ إِذ ظَّلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ [النساء: 64]، انظر: عرض الله


الشرح