لكن من يريد التحاكم إلى الطاغوت، يكفر بهذا، ولو لم يفعله، بمجرد الإرادة
يكفر، ولو لم يفعل - والعياذ بالله -، ﴿فَكَيۡفَ
إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ﴾ [النساء: 62] إذا
نزلت بهم مصيبة على فعلهم هذا، وما أقرب العقوبة لمن فعل هذا! كيف حالهم إذا نزلت
بهم عقوبة على فعلهم هذا؟! ﴿ثُمَّ
جَآءُوكَ يَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنۡ أَرَدۡنَآ إِلَّآ إِحۡسَٰنٗا وَتَوۡفِيقًا﴾ [النساء: 62]، ما
أردنا بتحكيم غيرك إلاَّ الإحسان إلى الناس والتوفيق بينهم، يقولون: قصدنا حسن، ما
قصدنا الكفر بك، وإنما قصدنا أن نصلح بين الناس، وأن نحسن إليهم بإنهاء النزاعات.
والعذر أقبح من الفعل؛ هل الإحسان والتوفيق يكون بغير الشرع؟! فعذرهم هذا أقبح - والعياذ بالله - مما لو فعلوا، فالإحسان إلى الناس والتوفيق بين الناس إنما هو بشرع الله سبحانه وتعالى، لا بحكم الطاغوت، ﴿يَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنۡ أَرَدۡنَآ إِلَّآ إِحۡسَٰنٗا وَتَوۡفِيقًا﴾؛ يحلفون بالله، يحلفون يؤكدون هذا بالحلف: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُ ٱللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمۡ فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ وَعِظۡهُمۡ وَقُل لَّهُمۡ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ قَوۡلَۢا بَلِيغٗا﴾ [النساء: 63]، وإن تظاهروا، واعتذروا، فإن الله يعلم السبب الذي حملهم على تحكيم الطاغوت، وإن تظاهروا، واعتذروا، وقالوا: ما أردنا إلاَّ إحسانًا وتوفيقًا. والإرادة لا تبرر، والنية الحسنة - لو كانت موجودة - ما تبرر الباطل، الباطل باطل، ولو أن الإنسان أحسن النية، فكيف إذا كان كاذبًا في هذا القول؟! لو كان صادقًا في أنه ما أراد إلاَّ الإحسان والتوفيق، فليس هذا بمبرر أن يعدل عن الشرع إلى غيره، فكيف وهو
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد