ذلك، ﴿يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوٓاْ إِلَى ٱلطَّٰغُوتِ﴾، والطاغوت: هو كل من حكم بغير ما أنزل الله، فهو طاغوت، كل من حكم بغير الإسلام، سواء كان من اليهود أو من النصارى، أو من غيرهم، ﴿يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوٓاْ إِلَى ٱلطَّٰغُوتِ وَقَدۡ أُمِرُوٓاْ أَن يَكۡفُرُواْ بِهِۦۖ﴾ [النساء: 60]، أمر الله بالكفر بالطاغوت، قال عز وجل: ﴿فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَاۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 256]، قدَّم الكفر بالطاغوت على الإيمان بالله؛ لأن من شرط الإيمان بالله، الكفر بالطاغوت، والشرط لا بُد أن يتقدم على المشروط، ﴿يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوٓاْ إِلَى ٱلطَّٰغُوتِ﴾ [النساء: 60]، أمرهم الله أن يكفروا بالطاغوت، ﴿وَقَدۡ أُمِرُوٓاْ أَن يَكۡفُرُواْ بِهِۦۖ﴾ [النساء: 60]، ومع هذا يريدون أن يتحاكموا إليه ﴿وَيُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ﴾ [النساء: 60] إبليس لعنه الله، وكذلك أتباع الشيطان من شياطين الإنس والجن، ﴿أَن يُضِلَّهُمۡ ضَلَٰلَۢا بَعِيدٗا﴾ [النساء: 60]؛ أي: يبعدهم عن الحق، وعن الإسلام، ضلالاً بعيدًا لا نهاية لبعده، ضلالاً وبعيدًا أيضًا، فالذي يؤثِر الحكم بالطاغوت على الحكم بالإسلام، قد ضل ضلالاً بعيدًا، بعيدًا عن الهدى، بعيدًا عن الإسلام، بعيدًا عن الإيمان بالله، كل أنواع البعد، ﴿وَيُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُضِلَّهُمۡ ضَلَٰلَۢا بَعِيدٗا﴾ [النساء: 60]، فأطاعوا الشيطان، ولم يطيعوا أمر الله الذي أمرهم أن يكفروا بالطاغوت، انظر: أطاعوا الشيطان، ولم يمتثلوا أمر الله الذي أمرهم أن يكفروا بالطاغوت، ومع هذا يدَّعون الإيمان، وانظر إلى قوله: ﴿يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوٓاْ﴾ [النساء: 60] لم يتحاكموا إلى الآن،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد