وكل
من خالف شيئًا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مقلدًا في ذلك لمن يظن أنه
وليُّ الله، فإنه بنى أمره على أنه ولي لله؛ وأن ولي الله لا يخالف في شيء، ولو
كان هذا الرجل من أكبر أولياء الله، كأكابر الصحابة والتابعين لهم بإحسان لم يُقبل
منه ما خالف الكتاب والسُّنة؛
****
وإعطاء أصحاب الحقوق حقوقهم التي
حكم الله ورسوله بها لهم، من غير مماطلة وتباطؤ، وإتعاب للخصم.
الشاهد من الآيات: أنه لا بُد من تحكيم الرسول صلى الله عليه وسلم في كل
خلاف وفي كل نزاع، والصدور عما حكم به صلى الله عليه وسلم، وقبول ذلك، والتسليم
له، دون غيره من الناس، لا أصحاب الطرق الصوفية، ولا اليهود ولا النصارى، ولا
القوانين الوضعية، ولا غير ذلك.
هذا سبق، وأعاده الشيخ رحمه الله بعد الآيات؛ أنه لا أحد يطاع فيما يخالف كتاب الله وسُنة رسوله، ولو كان من أولياء الله. الصحابة هم أعظم أولياء الله بعد الرسل، ومع هذا من خالف قوله قول الله ورسوله عن اجتهاد منه، خالف اجتهاده الصواب، فإنه لا يؤخذ به، ولو كان عمر بن الخطاب، أو أبا بكر الصديق، أو غيرهم من الصحابة، لا يؤخذ بقوله إذا خالف الكتاب والسُّنة، ولو كان مجتهدًا، وإلا فإن الصحابة ما يتعمدون المخالفة، هم يجتهدون، وهم ليسوا معصومين المجتهد يخطئ ويصيب - من الصحابة وغيرهم -، فلا يقبل من خالف الحق من الصحابة، فكيف بغيرهم ممن يدَّعون أنهم أولياء، وأن الولي لا يخالف أمره؟! أفضل الأولياء هم الصحابة، ومع هذا إذا
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد