فكيف إذا لم يكن
كذلك؟!
****
خالف قولهم قول رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن اجتهاد منهم والتماس للحق، لكن لم يصيبوه، فإنه لا يجوز قبول قولهم،
ولهذا لما حصل خلاف في فسخ الحج إلى العمرة، ومنع من ذلك أبو بكر وعُمر رضي الله عنهما؛
أنه لا يجوز فسخ الحج إلى العمرة، قال ابن عباس رضي الله عنها: «يُوشِكُ أَنْ تَنْزِلَ عَلَيْكُمْ حِجَارَةٌ
مِنَ السَّمَاءِ! أَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله، وَتَقُولُونَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ
وَعُمَرُ» ([1])؛ يعني تأخذون برأي
أبي بكر وعُمر رضي الله عنهما في عدم فسخ الحج إلى العمرة، وتتركون قول رسول الله
الذي أمر أصحابه لما طافوا وسعوا أن يتحللوا، وأن يجعلوها عمرة، ثم يحرموا بالحج
بعد ذلك، فيكونوا متمتعين. فلا قول لأحد مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
كائنًا من كان.
فكيف إذا لم يكن وليًّا لله؟ كان وليًّا للشيطان، لا يطيع الله، ولا يطيع الرسول؛ كبعض الذين يدَّعون لهم أنهم أولياء لله، وهم سحرة، أو كهنة، أو شياطين؛ كما يأتي أنهم يدعون الولاية لأناس أعداء لله ولرسوله، وعداوتهم ظاهرة لله ولرسوله، لا يصلون، ولا يغتسلون من الجنابة، ولا يؤدون الزكاة؛ لأنهم يزعمون أنهم خرجوا عن التكاليف، ووصلوا إلى الله، فليس عليهم تكاليف، يقولون: هؤلاء أولياء. وهم يشاهدونهم يتركون الفرائض، ويفعلون المحرمات، ويقولون: هؤلاء ما عليهم تكاليف؛ لأنهم وصلوا إلى الله، والواقع أنهم ليس عليهم تكاليف؛ لأنهم صاروا مجانين.
([1]) أخرجه: أحمد رقم (3121).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد