وتجد كثيرًا من
هؤلاء عمدتهم في اعتقاد كونه وليًّا لله أنه قد صدر عنه مكاشفةٌ في بعض الأمور .
****
إذا قيل له: ما دليلك على
أنه ولي لله؟ قال: لأنه يصدر عنه أشياء غريبة، عنده كرامات. وسبق لنا أن هناك
فرقًا بين الكرامة وبين الخوارق الشيطانية، التي تجري على أيدي السحرة والكهان، والشيطان
يجري عليهم خوارق، لكن لا يقال: إنها كرامات، يقال: إنها خوارق شيطانية: كالطيران
في الهواء، وأكل الجمر، والمشي في النار، والمشي على الماء، هذه خوارق شيطانية؛
لأن الشياطين تحملهم وتطير بهم، وأيضًا هم كذبة، لا يأكلون الجمر، ولا يمشون في
النار، وإنما يسحرون أعين الناس، فيظهر للناس أنهم يأكلون النار، وأنهم يطعنون
أنفسهم بالسكاكين، وهو كذب، إنما يسحرون أعين الناس؛ كالذين في عهد فرعون، قال
الله عز وجل: ﴿قَالَ أَلۡقُواْۖ
فَلَمَّآ أَلۡقَوۡاْ سَحَرُوٓاْ أَعۡيُنَ ٱلنَّاسِ وَٱسۡتَرۡهَبُوهُمۡ وَجَآءُو
بِسِحۡرٍ عَظِيمٖ﴾ [الأعراف: 116]، وهذا السحر التخيلي، ويقول الجهَّال:
هذه كرامات. هذه ليست كرامات، هذه خوارق شيطانية.
«مكاشفة»المكاشفة: هي أن يرى شيئًا لا يراه الناس؛ لأنه يتعامل مع الشياطين، والشياطين تخبره بأشياء لا يعلمها الناس، أو يرى شيئًا لا يراه الناس بسبب عمل الشيطان معه؛ لأنه سبق لنا أن وليَّ الله هو الذي ذكره الله بقوله: ﴿أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٦٢ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ٦٣﴾ [يونس: 62- 63]، هذا وليُّ الله المؤمن التقي، أما الفاجر والفاسق والكافر، فهذا ليس وليًّا لله،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد