وَقَالَ ابْنُ
مَسْعُودٍ رضي الله عنه: «الذِّكْرُ يُنْبِتُ الإِْيمَانَ فِي الْقَلْبِ كَمَا
يُنْبِتُ الْمَاءُ الْبَقْلَ، وَالْغِنَاءُ يُنْبِتُ النِّفَاقَ فِي الْقَلْبِ
كَمَا يُنْبِتُ الْمَاءُ الْبَقْلَ» ([1]).
****
فرق بين القرآن والغناء، القرآن كلام الله عز وجل، والغناء كلام الشياطين «شياطين الإنس والجن»، والقرآن ينبت الذكر في القلب، ومحبة الرب سبحانه وتعالى؛ كما ينبت الماء البقل - وهو الخضار والزروع -، فإن الماء إذا نزل على الأرض، أنبته: ﴿ٱهۡتَزَّتۡ وَرَبَتۡ وَأَنۢبَتَتۡ مِن كُلِّ زَوۡجِۢ بَهِيجٖ﴾ [الحج: 5]، هذا مثل القرآن مع القلوب، وأما الغناء، فإنه ينبت النفاق، النفاق هو: إظهار الخير، وإبطان الشر، هذا هو النفاق، فالغناء ينبت النفاق، كراهية القرآن، وكراهية الذكر، وكراهية الدين، فإذا رأيت من هو مغرم بالأغاني والمطربين فإن هذا ينبت في قلبه: النفاق، بغض القرآن، وبغض المؤمنين، والنفرة من أهل الخير، هذا نبات الأغاني والمزامير، وأصوات المطربين التي يميل إليها الفساق، والصوفية، وهم لا يتلذذون إلاَّ بالأغاني، والطرب هو أنيسهم دائمًا وأبدًا، في السيارات وفي البيوت، وفي أي مكان تجد الأغاني مصاحبة لهم، إما من البث الإذاعي، وإما من التسجيلات التي يصطحبونها معهم، فهذا علامة النفاق: بغض ذكر الله، وبغض الإيمان وأهل الإيمان، والنفرة منهم. فهذا فيه التحذير من الأغاني التي استحوذت على كثير من الناس اليوم، فهم مرتبطون بمواعيدها، حتى إن منهم من لا يحضر الصلاة إذا كان ذلك في وقت بث الأغاني، ويجلس عندها،
([1]) أخرجه: المروذي في تعظيم قدر الصلاة رقم (691).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد