وهذا
كله يُعلم فساده بالاضطرار من دين الرسل، فليس أحد من الملائكة مبدع لكل ما سوى
الله.
وهؤلاء
يزعمون أنه العقل المذكور في حديث يروى: «أَنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ الله
الْعَقْلَ، فَقَالَ لَهُ: أَقْبِلْ، فَأَقْبَلَ، فَقَالَ لَهُ: أَدْبِرْ،
فَأَدْبَرَ، فَقَالَ: وَعِزَّتِي مَا خَلَقْتُ خَلْقًا أَكْرَمَ عَلَيَّ مِنْكَ؛
فَبِكَ آخُذُ، وَبِك أُعْطِي، وَلَكَ الثَّوَابُ، وَعَلَيْكَ الْعِقَابُ» .
****
الملائكة لا تخلق شيئًا؛ لأنهم
مخلوقون، عباد لله عز وجل: ﴿بَلۡ
عِبَادٞ مُّكۡرَمُونَ﴾ [الأنبياء: 26]، إنما ينفِّذون أوامر الله، ﴿لَا يَسۡبِقُونَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ
وَهُم بِأَمۡرِهِۦ يَعۡمَلُونَ﴾ [الأنبياء: 27] هؤلاء هم الملائكة، وهم رسل: ﴿جَاعِلِ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ
رُسُلًا أُوْلِيٓ أَجۡنِحَةٖ مَّثۡنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَۚ﴾ [فاطر: 1]، فهم رسل
وخلق من خلق الله، ولهم وجود، يشاهدون، يرون.
الفلاسفة المنتسبون للإسلام الذين يريدون أن يروجوا الفلسفة القديمة أخذوا هذا الحديث الموضوع المكذوب على الرسول صلى الله عليه وسلم: أن أول ما خلق الله العقل. هذا كذب؛ أول ما خلق الله القلم، والقلم مسبوق بالعرش على الصحيح، فليس هو أول ما خلق الله.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد