الثالث:
أن يكون له قوة فعالة يؤثر بها في هيولي العالم، وجعلوا معجزات الأنبياء وكرامات
الأولياء وخوارق السحرة هي قوى النفس، فأقروا من ذلك بما يوافق أصولهم؛ من قلب
العصا حية دون انشقاق القمر ونحو ذلك، فإنهم ينكرون وجود هذا.
وقد
بسطنا الكلام على هؤلاء في مواضع، وبيَّنا أن كلامهم هذا أفسد الكلام، وأن هذا
الذي جعلوه من الخصائص يحصل ما هو أعظم منه لآحاد العامة ولأتباع الأنبياء، وأن
الملائكة التي أخبرت بها الرسل أحياءٌ ناطقون أعظم مخلوقات الله، وهم كثيرون كما
قال تعالى: ﴿وَمَا يَعۡلَمُ جُنُودَ
رَبِّكَ إِلَّا هُوَۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكۡرَىٰ لِلۡبَشَرِ﴾ [المدثر: 31]،
وليسوا عشرة وليسوا أعراضًا، لا سيما وهؤلاء يزعمون أن الصادر الأول هو العقل
الأول، وعنه صدر كل ما دونه، والعقل الفعال العاشر رب كل ما تحت فلك القمر.
****
وليسوا العقول العشرة الذين يقولون، وإنما هم لا يعلم عددهم إلاَّ الله، وليسوا قوى نفسانية أو هواجس نفسانية؛ كما يقول الفلاسفة: الهواجس النفسانية إن كانت ملائكة، فهي طيبة، وإن كانت خبيثة، فهي شياطين، وليس هناك في الخارج لا ملائكة ولا شياطين إنما هي أشياء نفسية فقط.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد