×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

وليس في شيء من دواوين الحديث التي يُعتمد عليها،

ومع هذا فلفظه لو كان ثابتًا حجة عليهم؛ فإن لفظه: «أول ما خلق الله تعالى العقل قال له...»، ويُروى: «لما خلق الله العقل قال له..»، فمعنى الحديث أنه خاطبه في أول أوقات خلقه؛ ليس معناه أنه أول المخلوقات، و«أول» منصوب على الظرف؛ كما في اللفظ الآخر «لما»، وتمام الحديث: «... ما خلقت خلقًا أكرم عليَّ منك..»،

****

 هذا الحديث ليس في كتب الحديث، فلو كان حديثًا عن الرسول، لما أهمله أئمة الحديث والرواة.

لو صح: «أول ما خلق الله العقل، قال له: أقبل، ثم قال له: أدبر» فالأولية ليست أنه أول المخلوقات، الأولية أنه من أول ما خلقه الله، كلَّمه مثلما قال في القلم: «أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ القَلَمَ، قَالَ لَهُ: اكْتُبْ» فالأولية إنما هي في تكليم الله له، لا أنه هو أول المخلوقات، فـ «أول» منصوب على الظرفية، قال له أول ما خلقه: أقبل، قال للقلم أول ما خلقه: اكتب، فهي أولية نسبية، وليست أول مطلقة؛ كما يقولون.

أما لو كان أول بالرفع، صار مبتدأ، وقد يوهم ما يقولون، لكن جاء في الحديث لفظ «أولَ» ظرفية، أنه قال له أول ما خلقه.

«ما خلقت خلقًا»، انظر: كذبهم صار عليهم، «ما خلقت خلقًا أكرم علي منك»؛ يعني هناك خلق قبله، ولكن هو أفضل مما سبقه، هذا على التنزل أنه حديث، وإلا فهو باطل، لكنه يريد أن يرد عليهم من كذبهم.


الشرح