×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

وليس هذا مطابقًا للغة الرسل والقرآن.

وعالم الخلق عندهم - كما يذكره أبوحامد - : عالم الأجسام العقل والنفوس، فيسميها: عالم الأمر،

****

 جسم، ويدبر، ويأمر، وينهى. هذا كذب؛ العقل ليس له وجود في الخارج يراه الناس، وإنما هو شيء سري لا يعلمه إلاَّ الله؛ مثل الروح التي في الإنسان وفي الحيوان؛ شيء سري، هم يقولون: لا، ليس بشيء معنوي، إنما يقولون: هو شيء محسوس، يخلق، ويرزق، ويدبر؛ قال الله له: أقبل. وقال له: أدبر. هذا كذب، كل هذا كذب.

ليس هذا مطابقًا للغة الرسل والقرآن؛ أن العقل شيء قائم بنفسه، وأنه جواهر تظهر، وليس عرضًا، وإنما هو جوهر كما يقولون. هذا كذب، من الذي رأى العقل؟! هل أحد منكم رأى العقل يمشي أو...؟! لا أحد رأى العقل، هو سر مودع في الإنسان؛ مثل الروح، لا تراها، وهي تدخل وتخرج، وتصعد وتنزل، ولكن أنت لا تراها، الله عز وجل له مخلوقات لا يعلمها إلاَّ هو.

أبو حامد الغزالي رحمه الله تأثر أيضًا بالفلاسفة، صار عنده بعض الشطحات، خصوصًا في كتابه: «إحياء علوم الدين»، فيه شطحات جاءته من الفلاسفة، ولو سلم من الفلاسفة، فهو عالم جليل، لكنه ابتلي بالدخول في الفلسفة، حتى قال تلميذه الإمام ابن العربي: إن شيخنا ابتلع الفلسفة، ولم يستطع أن يتقيأها.

أبو حامد يسمي النفوس والعقول عالم الأمر؛ لأنها عالم يشاهد ويرى عند الفلاسفة، هو يحكي قول الفلاسفة.


الشرح