وقد
يُسمى العقل: عالم الجبروت، والنفوس: عالم الملكوت، والأجسام: عالم الملك، ويظن من
لم يعرف لغة الرسل ولم يعرف معنى الكتاب والسنة أن ما في الكتاب والسنة من ذكر
الملك والملكوت والجبروت موافق لهذا، وليس الأمر كذلك .
وهؤلاء
يلبسون على المسلمين تلبيسًا كثيرًا، كإطلاقهم أن الفلك محدث، أي: معلول، مع أنه
قديم عندهم، والمحدث لا يكون إلاَّ مسبوقًا بالعدم، ليس في لغة العرب ولا في لغة
أحد أنه يسمى القديم الأزلي محدثًا، والله قد أخبر أنه خالق كل شيء، وكل مخلوق فهو
محدث، وكل محدث كائن بعد أن لم يكن ؛
****
وهذا كله خطأ.
لقول الفلاسفة الذي ذكره أبو حامد الغزالي.
يقولون: الفلك محدَث. وهم يقولون: قديم. فيتناقضون.
هم يريدون التلبيس، يقولون: محدَث. ثم يقولون: قديم.
يتناقضون في هذا، إنما يقولون: محدَث. من باب التلبيس على الناس، يقولون: العالم محدَث، وأن المخلوقات كلها محدثة، وليس فيها شيء قديم. فليس هناك شيء قديم، فكل شيء من الخلق، فهو محدث وكائن بعد أن لم يكن: ﴿ٱللَّهُ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖۖ﴾ [الزمر: 62]، وكل شيء فهو مخلوق، والمخلوق موجود بعد أن لم يكن.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد