×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

لكن ناظرهم أهل الكلام من الجهمية والمعتزلة مناظرة قاصرة لم يعرفوا بها ما أخبرت به الرسل، ولا أحكموا فيها قضايا العقول، فلا للإسلام نصروا، ولا للأعداء كسروا، وشاركوا أولئك في بعض قضاياهم الفاسدة، ونازعوهم في بعض المعقولات الصحيحة،

****

 «أهل الكلام»يعني: ما عندهم علم إلاَّ الكلام، وهو علم المنطق. أراد الجهمية والمعتزلة أن يناظروا الفلاسفة، لكنهم ليس عندهم علم يناظرون به؛ لأنهم يعتمدون على علم المنطق والجدل، فلم يحسنوا الرد عليهم، لم يحسنوا الرد على الفلاسفة، فانتصر الفلاسفة عليهم؛ لأنهم لم يتسلَّحوا بالكتاب والسنة، وإنما تسلَّحوا بعلم المنطق والجدل، فالفلاسفة أقوى منهم في هذه الأمور، فردوا عليهم، وهكذا من يتعرض للرد على أهل الباطل، وهو ليس عنده علم، فإن أهل الباطل ينتصرون عليه؛ فلا يجوز الرد إلاَّ بعلم.

معناها: أنهم اعتمدوا على العقل والمنطق والجدليات.

هؤلاء الجهمية والمعتزلة لا للإسلام نصروا، ولا للباطل كسروا؛ لأنهم ليس عندهم علم، ولم يردوا بعلم منزَّل من الله سبحانه وتعالى.

شارك الجهمية والمعتزلة الفلاسفة في بعض قضاياهم الفاسدة.

هناك معقولات صحيحة، هم نازعوا فيها، والمعقولات الباطلة أقروها؛ لجهلهم وعدم علمهم، وهكذا كل من لم يتسلح بالكتاب والسنة عن فهم وإدراك، فإنه يصير إلى هذا المصير الذي صار إليه الجهمية والمعتزلة مع الفلاسفة.


الشرح