كابن
عربي صاحب «الفتوحات» و«الفصوص»، فقال: إنه يأخذ من المعدن الذي أخذ منه الملك
الذي يُوحي به إلى الرسول، والمعدن عنده هو العقل، والملك هو الخيال، والخيال تابع
للعقل، وهو بزعمه يأخذ عن الذي هو أصل الخيال، والرسول يأخذ عن الخيال؛ فلهذا صار
عند نفسه فوق النبي، ولو كان خاصة النبي ما ذكروه لم يكن هو من جنسه فضلاً عن أن
يكون فوقه، فكيف وما ذكروه يحصل لآحاد المؤمنين؟! والنبوة أمر وراء ذلك، فإن ابن
عربي وأمثاله وإن ادعوا أنهم من الصوفية فهم من صوفية الملاحدة الفلاسفة، ليسوا من
صوفية أهل العلم، فضلاً عن أن يكونوا من مشايخ أهل الكتاب والسنة؛
****
لا من الصوفية المعتدلة، وهذا يلبِّس به بعض الكتاب المعاصرين، فيقول:
الصوفية على حق، وهم عبَّاد، وهم...، نقول: نعم، هذا في أوائلهم، لكن أواخرهم، لا.
فرق بين ابن العربي بالألف واللام، وابن عربي بدون. ابن عربي هذا هو المُلْحِد
الطَّائي الصوفي الخبيث، وأما ابن العربي، فهذا إمام من المالكية، له تفسير، وله
شرح الترمذي تحفة الأحوذي، وله مؤلفات قيِّمة ومفيدة، وهو مالكي المذهب.
لأن الصوفية - كما سبق - على قسمين: صوفية بمعنى الزهَّاد والعبَّاد، لكنهم لم يخرجوا عن الكتاب والسنة؛ مثل: الفضيل بن عياض، والجُنَيد، وبِشر الحافي، وإبراهيم بن أدهم، هؤلاء صوفية معتدلة، وهم يصدرون عن الوحي، غاية ما عندهم الزهد والعبادة
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد