×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

الذين هم أبعد الخلق عن معرفة الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وأولئك قد أثبتوا عقولاً عشرة يسمونها: المجردات والمفارقات.

وأصل ذلك مأخوذ من مفارقة النفس للبدن، وسموا تلك المفارقات لمفارقتها المادة وتجردها عنها. وأثبتوا الأفلاك لكل فلكٍ نفسًا، وأكثرهم جعلوها أعراضًا، وبعضهم جعلها جواهر.

وهذه المجردات التي أثبتوها ترجع عند التحقيق إلى أمور موجودة في الأذهان لا في الأعيان؛ كما أثبت أصحاب فيثاغورس أعدادًا مجردة، وكما أثبت أصحاب أفلاطون .

****

بعضهم جعلها أعراضًا، يقول: الأفلاك لا وجود لها في الخارج، وإنما هي أعراض، والعرض هو ما يقوم بغيره، العرض هو ما يعرض، ويزول؛ مثل: الألوان؛ مثل: السواد والبياض، الألوان التي لا تقوم بنفسها، وإنما تقوم بغيرها هذه الأعراض، وأما الجوهر، فهي الأجرام المركبة، أو التي يتركب منها الأجرام، يسمونها الجواهر الفارقة التي يتركب منها الجسم، ويتركب منها الموجود، عند الكثير هي الجزئيات، التي تتركب منها الأجسام.

كلها تخيلات، الجوهر والعرض هذه كلها تخيلات من عندهم، لا وجود لها.


الشرح