الأمثال
الأفلاطونية المجردة؛ أثبتوا هيولي مجردة عن الصورة، ومدةً وخلاء مجردين، وقد
اعترف حذَّاقهم بأن ذلك إنما يتحقق في الأذهان لا في الأعيان. فلما أراد هؤلاء
المتأخرون منهم -كابن سينا- أن يثبت أمر النبوات على أصولهم الفاسدة، وزعموا أن
النبوة لها خصائص ثلاث من اتصف بها فهو نبيٌّ.
الأول:
أن تكون له قوة علمية - يسمونها: القوة القدسية - ينال بها من العلم بلا تعلم .
****
الهيولي هو المادة، والصورة هي
المتركب من هذه المادة. نحن ما لنا شأن بهذه الأمور، لكن الشيخ يريد أن يبين من
أين أخذ الصوفية هذا الكلام الخبيث، هم أخذوه عن الفلاسفة، والفلاسفة هذا مذهبهم.
عندهم أن النبوة تكتسب، ليست اصطفاء من الله عز وجل، وإنما هي تكتسب بصفات
توجد في الإنسان: ثلاث صفات، تأتي.
ينال بها العلم بلا تعلم بقوته القدسية، التي هي بلا تعلم، وهل يمكن أن يوجد علم بلا تعلم في المخلوقين؟!
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد