×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثالث

ولا يصِحُّ بيْعُ المُلاَمَسَةِ، والمَنَابَذَةِ، ولا عبْدٌ من عَبيدِهِ ونحوِه، ولا استثناؤُه إلا مُعيَّنًا وإنِ اسْتَثْنَى مِن حيوانٍ يُؤْكَلُ: رَأْسَهُ وجِلْدَهُ وأطرافَهُ؛ صحَّ، وعكْسُهُ الشَّحْمُ والحّمْلُ. ويصِحُّ بيْعُ ما مَأْكُولُه في جَوْفِه؛ كرُمَّانٍ وبَطِّيخٍ، وبَيعِ الباقِلاَّءِ ونحوِهِ في قشْرِه، والحبِّ المُشْتَدِّ في سُنبُلِهِ.

*****

 «ولا يَصِحُّ بيعُ المُلامَسَةِ» - مُفاعَلَةٌ مِنَ الَّلمْسِ، بأنْ يقولَ مَثًلا: بِعْتُكَ ثوبي هذا على أنَّك مَتَى لَمَسْتَه فهو عليْكَ بكَذا. أو يقولَ: أيُّ ثَوْبٍ لَمَسْتَه فهُو لكَ بكذا، وفُسِّرَتْ بغيرِ ذلكَ. والنَّهْيُ عنْ ذلكَ منْ أجلِ الغَرَرِ والجَهالَةِ.

«والمُنابذَةِ» أي: ولا يَصِحُّ بيعُ المُنابَذَةِ - مَأخوذَةٌ منَ النَبْذِ، وهُو الطَّرْحُ. كأنْ يقولَ: أي ثَوْبٍ نَبَذْتُه إليَّ - أي طَرَحْتُه - فهُو عليْكَ بكَذا؛ للجَهَالَةِ.

وبيعُ المُلاَمَسَةِ والمُنابَذَةِ وَرَدَ النَّهْيُ عنْهما في حديثِ أبي هُريرَةَ المُتَّفَقِ عليهِ: وأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عنِ المُلامَسَةِ والمُنابَذَةِ ([1]).

«ولا عبْدٍ من عَبيدِهِ ونحوِه» أي: ولا يَصِحُّ بيعُ عبدٍ غيرِ مُعيَّنٍ منْ عبيدِهِ ونحوِه، كشَاةٍ من قَطيعٍ، وشجَرَةٍ من بُسْتانٍ - للجَهالةِ والغَرَرِ المَنْهِيِّ عنه، فلا بُدَّ أنْ يقولَ: العَبْدُ الفُلاَني من عَبيدِي، ونحوُ ذلكَ.

«ولا اسْتثْنَاؤُه إلاَّ مُعَيَّنًا» أي: ولا يَصِحُّ اسْتِثْناءُ عبْدٍ مَجْهُولٍ أو شَجَرَةٍ أو شاةٍ كأنْ يقولَ: بعْتُكَ عَبيدِي إلاَّ واحِدًا، مَثَلاً؛ لأنَّ اسْتِثْناءَ المَجْهولِ منَ المَعْلُومِ يُصَيِّرُهُ مَجْهُولاً. فإذا كانَ المُسْتَثْنَى


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (2146)، ومسلم رقم (1511).