×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثالث

ويحرُمُ بيْعُهُ على بَيْعِ أخيهِ؛ كأنْ يقولَ لمَنِ اشْتَرَى سِلْعَةً بعَشْرَةٍ: أنا أُعطيكَ مِثْلَها بتِسْعَةٍ. وشراؤُه على شرائِه؛ كأنْ يقولَ لمَنْ باعَ سلْعَةً بتسعَةٍ: عندِي فيها عشَرَةٌ؛ ليَفْسَخَ ويعْقِدَ معَه، ويَبطُلُ العَقْدُ فِيهِما.

ومَن باعَ رِبويًّا بِنَسيئَةٍ واعْتَاضَ عن ثَمَنِه ما لا يُباعُ به نَسيئَتُه، أو اشْتَرَى شَيْئًا نقْدًا بدونِ ما باعَ به نسيئَةً لا بالعَكْسِ؛ لمْ يَجُزْ، وإنِ اشْتَراهُ بغيْرِ جِنْسِه، أو بعْدَ قَبْضِ ثَمَنِه، أو بعْدَ تغَيُّرِ صِفَتِه، أو منْ غيرِ مُشْتَريه، أو اشْتَراهُ أبُوهُ أو ابنُه؛ جازَ.

*****

«ويحْرُمُ بيْعُهُ على بيْعِ أخيهِ؛ كأنْ يقولَ لمَنِ اشْتَرَى سِلْعَةً بعشْرَةٍ: أنا أُعْطيكَ مثْلَها بتِسْعَةٍ. وشراؤُه على شرائِه؛ كأنْ يقولَ لمَنْ باعَ سِلْعَةً بتسْعَةٍ: عندِي فيها عشَرَةٌ» لقوْلِه صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ» مُتَّفَقٌ عليهِ ([1])، والشِّراءُ في معْنى البَيعِ.

«ليَفْسَخَ ويعْقِدَ معَهُ» أي: محَلُّ ذلك إذا وقَعَ في زَمَنِ الخِيارَيْنِ «خيارِ المَجْلِس، وخيارِ الشَّرْطِ».

«ويبطُلُ العقْدُ فيهما» أي في البيعِ على بيْعِه، والشِّراءِ على شرائِه؛ لأنَّ النَّهْيَ يَقْتَضِي الفَسَادَ.

«ومَن باعَ رِبَويًّا» أي: ما يَدْخُلُه الرِّبا: كالمَكيلِ والمَوْزونِ.

«بنَسِيئَةٍ» أي: بثَمَنٍ مُؤَجَّلٍ. يقالُ: نَسَأَهُ: أي أَخَّرَهُ.

«واعْتَاضَ عن ثَمَنِه» المُؤَجَّلِ.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (2150)، ومسلم رقم (1412).