×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثالث

والَّلحْمُ أجْناسٌ باخْتِلافِ أُصُولِه. وكذَا الَّلبَنُ والشَّحْمُ والكَبِدُ أجْناسٌ. ولا يَصِحُّ بيْعُ لَحْمٍ بحَيوَانٍ منْ جِنْسِه. ويَصِحُّ بغَيْرِ جِنْسِهِ. ولاَ يَجوزُ بَيْعُ حَبٍّ بدَقِيقِه ولا سَوِيقِه، ولا نَيِّئِه بمَطْبُوخِه، وأصْلِه بعَصِيرِه، وخَالِصِه بمَشُوبِه، ورَطْبِه بِيَابِسِه. ويَجوزُ بَيْعُ دَقيقِه بدَقيقِه إذا اسْتَوَيَا في النُّعُومَةِ، ومَطْبوخِه بمَطْبوخِه، وخُبْزِه بخُبْزِه إذا اسْتَوَيَا في النَّشَافِ، وعَصِيرِه بعَصيرِه ورَطْبِه برَطْبِه. ولا يُباعُ رِبَوِيٌّ بجِنْسِه ومَعَهُ أو مَعَهُما منْ غيْرِ جِنْسِه، ولا تَمْرٌ بِلاَ نَوَى بما فيهِ نَوَى. ويُباعُ النَّوَى بتَمْرٍ فيهِ نَوَى، ولَبَنٌ وصُوفٌ بشَاةٍ ذاتِ لَبَنٍ وصُوفٍ. ومَرَدُّ الكَيْلِ لعُرْفِ المَدينَةِ، والوَزْنِ لعُرْفِ مَكَّةَ زَمَنَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، وما لا عُرْفَ لهُ هُناكَ اعْتُبِرَ عُرْفُه في مَوْضِعِه.

*****

والجِنْسُ مَا لهُ اسمٌ خاصٌّ يَشْمَلُ أنْواعًا كَبُرٍّ ونحْوِه» فكلُّ نوْعَيْنِ اجْتَمَعا في اسْمٍ خاصٍّ فهو جِنسٌ، فالبُرُّ جِنسٌ تَحْتَهُ أنواعٌ، والتَّمْرُ جِنسٌ تحْتَهُ أنواعٌ، وهكذَا

«وفُروعُ الأجْناسِ أجناسٌ كالأدِقَّةِ والأَخْبازِ والأدْهانِ» فهَذهِ الفُروعُ أجْناسٌ؛ لأنَّ أُصُولَها أجْناسٌ والفَرْعُ يَتْبَعُ الأَصْلَ، فدَقِيقُ الحِنْطَةِ جِنْسٌ، ودَقيقُ الذُّرَةِ جِنسٌ، ودَقيقُ الشَّعيرِ جِنسٌ. وخُبْزُ هذهِ الأدِقَّةِ أجْناسٌ؛ فخُبْزُ الحِنطَةِ جِنْسٌ، وخُبْزُ الشَّعيرِ جِنْسٌ وهكَذَا، ودُهْنُ الإِبِلِ جِنسٌ، ودُهْنُ البَقَرِ جِنْسٌ، ودُهْنُ الغَنَمِ جِنْسٌ وهكَذَا.

«والَّلحْمُ أجْناسٌ باخْتِلافِ أُصُولِه» مِنْ إِبِلٍ وبَقَرٍ وغَنَمٍ وخَيْلٍ ونَعَامٍ وغَيرِها؛ لأنَّه فَرْعُ أصولٍ هيَ أجْناسٌ، فكانَ أجْنَاسًا كالأخْبازِ، إلْحاقًا للفُروعِ بالأصُولِ.


الشرح