والثَّاني: ذِكْرُ الجِنسِ والنَّوعِ وكلِّ وَصفٍ يَختَلِف به الثَّمَن
ظاهِرًا وحَداثَتِه وقِدَمِه، ولا يَصِحُّ شرطُ الأردأِ أو الأَجوَدِ، بل جيِّد
ورديءٌ، فإنْ جاء بما شَرَط أو أَجوَدَ مِنه مِن نَوعِه ولو قَبْلَ محلِّه ولا
ضَرَرَ فِي قَبضِه؛ لَزِمه أَخْذُه.
الثَّالث: ذِكْرُ قَدْرِه بكَيلٍ أو وَزنٍ أو ذَرعٍ يُعلَم، وإنْ أَسلَم
فِي المَكيلِ وَزنًا والمَوزُون كَيلاً؛ لم يصِحَّ.
الرَّابع: ذِكْرُ أَجَل مَعلُوم له وَقْع فِي الثَّمَن؛ فلا يصِحُّ حالاَّ
ولا إلى الحَصادِ والجَذاذِ، ولا إلى يومٍ إلاَّ فِي شيءٍ يأخُذُه منه كلَّ يومٍ
كخُبزٍ ولَحمٍ ونَحوِهِمَا.
*****
«الثَّانِي» أي: من شُروطِ
صِحَّة السَّلَم.
«ذِكْرُ الجِنسِ
والنَّوعِ» أي: جِنسِ المُسلَم فيه ونَوعِه، فيُذْكَر جِنسُه كالبُرِّ مثلاً، ونَوعِه
كاللُّقَيمِيِّ، وذِكْرُ النَّوعِ يَستَلزم ذِكْرَ الجِنسِ.
«وكلِّ وَصفٍ
يَختَلِف به الثَّمَن ظاهِرًا» كلَونِه وقَدْرِه وبَلَدِه؛ لأنَّ المُسلَم فيه عِوَضٌ
فِي الذِّمَّة فلا بُدَّ من العلمِ به كالثَّمَن، ولأنَّ الرُّؤيَة مُتَعَذِّرة
فتُعَيَّن الوَصْفَ.
«وحَداثَتِه
وقِدَمِه» فيَقولُ: من النَّوعِ القَديمِ أو من النَّوع الحَديثِ.
«ولا يصحُّ شَرْطُ
الأردأِ أو الأَجوَدِ» لأنَّه لا يَنضَبِط بذَلِكَ؛ إذ ما من جيِّد أو رديءٍ
إلاَّ ويَحتَمِل وُجودُ ما هو أَجوَدُ أو أردأُ منه.
«بل جَيِّد ورديءٌ» ويُجزِئُ ما يَنطَبِق عَلَيه هذا الوَصفُ ويَنزِل عَلَى أقلِّ دَرَجَة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد