×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثالث

 «وَمَا أَتْلَفَتِ البَهِيمَةُ مِن الزَّرعِ ليْلاً؛ ضَمِنَهُ صاحِبُهَا، وَعَكْسُهُ النَّهَارُ» أي: يجِبُ ضمانُ ما أتلفتِ البهيمةُ مِن الزَّرعِ فِي اللَّيلِ دُونَ النَّهارِ؛ لِمَا روَى مالِكٌ، عن الزُّهْرِيّ، عَن حِزامِ بنِ سعدٍ: أنَّ ناقةً للبَراءِ دخلَتْ حائِطَ قَوْمٍ؛ فأفسدَتْ، فقضَى رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنَّ عَلَى أهْلِ الأموالِ حِفْظَها بالنَّهارِ، وما أفسدَتْ باللَّيلِ فهو مَضمونٌ عليهم ([1]).

«إلاَّ أَنْ تُرْسَلَ بِقُرْبِ مَا تُتْلِفُهُ عَادَةً» فيضْمَنُ مرسِلُها لتفريطِه.

«وَإِنْ كَانَتْ بِيَدِ راكِبٍ أَوْ قَائِدٍ أَوْ سَائِقٍ ضَمِنَ جِنَايَتَهَا بِمُقَدَّمِهَا» كيدِها وفَمِها؛ لأَِنَّ فِعلَها منسوبٌ إلى مَنْ هِيَ مَعَهُ.

«لاَ بِمُؤَخَّرِهَا» كرجلِهَا؛ لما رَوى أبو سَعِيدٍ مرفُوعًا: «الرِّجْلُ جُبَارٌ» ([2]) أي هَدَرٌ. وفِي روايةٍ: «رِجْلُ العَجْمَاءِ جُبَارٌ».

«وَبَاقِي جِنَايَتِهَا هَدَرٌ» إذا لم يكُنْ يدُ أحدٍ عليْها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ» ([3])أي هَدَرٌ.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (3569)، والنسائي فِي «الكبرى» رقم (5784)، وابن ماجه رقم (2332).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (4562)، والنسائي فِي الكبرى» رقم (13120)، والدارقطني رقم (3305).

([3])أخرجه:البخاري رقم (1499).