وَيُعرِّفُ الجَمِيعَ فِي مَجَامِعِ النَّاسِ غيْرَ المَسَاجِدِ حَوْلاً،
ويمْلِكُهُ بَعْدَهُ حُكْمًا، لَكِنَّهُ لاَ يَتَصَرَّفُ فِيهَا قَبْلَ مَعْرِفَةِ
صِفاتِهَا، فَمَتَى جَاءَ طَالِبُهَا فَوَصَفَهَا لَزِمَ دَفْعُهَا إِلَيْهِ.
وَالسَّفِيهُ وَالصَّبِيُّ يُعرِّفُ لُقَطَتَهُما وليُّهُما.
*****
«وَيُعرِّفُ
الجَمِيعَ فِي مَجَامِعِ النَّاسِ غيْرَ المَسَاجِدِ حَوْلاً» أي: يجبُ عَلَيْهِ
النِّداءُ عليها؛ لِتُعَرَّفَ فِي مجامعِ النَّاسِ، كالأسواقِ وأبوابِ المساجدِ
مُدَّةَ حَوْلٍ للحديثِ السابقِ. وأَمَّا المساجِدُ فَلاَ تُعرَّفُ فِيها؛
للنَّهْي عن ذلكَ، ولأنَّها لم تُبْنَ لذلِكَ.
«وَيَمْلِكُهُ
بَعْدَهُ حُكْمًا» أي: يملِكُ اللُّقَطَةَ بعدَ التَّعريفِ حوْلاً
حُكْمًا، أي مِن غيرِ اختيارٍ، كالمِيراث.
«لَكِنَّهُ لاَ
يَتَصَرَّفُ فِيهَا قَبْلَ مَعْرِفَةِ صِفَاتِهَا» أي: حتَّى يُعرِّفَ
وعاءَها، وَوِكاءَها، وقَدْرَها، وجِنْسَها، وصِفَتَها، فَلاَ يجوزُ لهُ
التَّصرُّفُ فِيها بعدَ تعريفِها حَوْلاً؛ حتَّى يُعرِّفَ عَنْهَا هذه الأشياءَ.
«فَمَتَى جَاءَ
طَالِبُهَا فَوَصَفَهَا لَزِمَ دَفْعُهَا إِلَيْهِ» أي: بلا بيِّنَةٍ ولا
يمِينٍ إذا وَصَفها بالصِّفاتِ المُطابِقَةِ، فيدفَعُها إليه بعينِها إن كانتْ
عِنْدَه وإلاَّ فَبَدَلَهَا.
«وَالسَّفِيهُ وَالصَّبِيُّ يُعرِّفُ لُقَطَتَهُما وليُّهُما»؛ لقيامِهِ مَقامَهُمَا، ويلْزَمُه أخْذُها مِنهما.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد