×
شرح كتاب الكبائر

فحق الوالِدَين يأتي بعد حق الله تعالى، وعقوق الوالِدَين وهو الإساءة إليهما من أكبر الكبائر بعد الشرك، فهو الذي يلي الشرك، والعياذ بالله.

كما أن حقَّ الوالِدَين يلي التوحيد، فقال الله تعالى: ﴿وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡ‍ٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗا [النِّسَاء: 36].

وقوله في حديث الباب: وَكانَ مُتَّكِئًا فَجَلسَ فَقال: « ألاَ وَقَوْلُ الزُّورِ، ألاَ وشَهادَةُ الزُّورِ، فما زال يكرِّرُها حَتَّى قُلنا: ليتَهُ سَكَتْ ». الزُّور: هو الكذب، سمِّي زورًا، لأن صاحبَه يزيِّنُه ويُزَوِّرُه ويُحسِّنه حتى يُقبل.

فالكذب يزوَّر ويحسَّن ويزيَّن، حتى يظنه الناسُ صدقًا وحقًّا، فمِن أعظم قول الزور الشرك، ودعاءُ غير الله سبحانه وتعالى. وشهادة الزور هي الشهادة الكاذبة.

ومن شهادة الزور الشهادة التي يُشهد بها عند القاضي، لأجل أن يَحكم للخَصْم بها، وهذه الشهادة من أكبر الكبائر، وقد تساهل الناسُ بشهادة الزور، فقد أصبحت تدخل في معاملاتهم وخصوماتهم متجاهلين بذلك عِظَم حُرمتها وما يترتَّب عليها من الوعيد الشديد كما ورد في هذا الحديث وغيره، فهي من أكبر الكبائر بعد الشرك.

والذي يشهد لصاحبه شهادة من هذا النوع إنما يضرُّه، ولا ينفعه بهذه الشهادة؛ لأنه أدخل عليه ما لا يستحِق، وأخذ الحق مِن صاحِبه، وتهاوَنَ بحقِّ الله سبحانه وتعالى، وشهادة الزور خطيرةٌ جدًّا، ولكنها أصبحت عند كثير من


الشرح