باب ذكر الرضا بالمعصية
رُويَ عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: هَلَكْتَ إنْ لَمْ يَعرَفْ
قَلْبُكَ المَعرُوفَ ويُنكِر المُنكَر ([1]).
ولمسلم([2]) عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللهُ في أُمَّةٍ
قَبْلي إلاّ كان له مِنْ أمَّتِهِ حَوارِيُّون وأَصْحابٌ، يأخُذُون بِسُنَّتِهِ،
ويَقتَدُونَ بأَمْرِهِ، ثُمَّ إنَّها تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهمْ خُلُوفٌ، يقولون ما
لا يَفْعَلونَ، ويَفْعَلُون ما لا يُؤمَرُونَ، فَمَنْ جاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ
مُؤْمِنٌ، ومَنْ جاهَدَهُمْ بِلِسانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، ومَنْ جاهَدَهُم
بقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، ولَيْسَ وَرَاءَ ذلك مِنَ الإيمانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ».
قول الإمام الشيخ رحمه الله: «باب ذكر
الرضا بالمعصية»، أي ما يجر من الشر، والرضا: ضد الكراهية، فالرضا والكراهية
متضادان، والرضا معناه: أن تقبلَ النفسُ الشيء ولا تنفر منه، والكراهية: هي نفور
النفس من الشيء وعدم قبوله، والمعصية هي:
المخالفة لأمر الله تعالى أو لأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، أو لأمر ولي أمر المسلمين إذا كان بغير معصية الله، قال الله عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ﴾ [النِّسَاء: 59]، فالله أمر بطاعته وبطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وبطاعة ولاة أمور المسلمين، وقوله تعالى: ﴿مِنكُمۡۖ﴾ أي: من المسلمين، فإذا كان ولي الأمر مسلمًا، فإنه تجب طاعته في
([1]) أخرجه: البيهقي في «الشعب» رقم (7182).
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد